14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تتخلوا عن غزة العزة

17 أكتوبر 2023

اعذروني إن كنت سوف أكتب بصورة متتالية عن مأساة غزة التي تعيشها الآن على مرأى من العالم الذي صمت منه كثيرون ومنهم عرب للأسف بينما لم يخجل كثيرون من الغرب والذين يقولون عن أنفسهم أنهم متمدنون ومتقدمون في مجال حقوق الإنسان أن يظهروا تعاطفهم للطرف الأقوى والظالم في هذه المأساة ويصرحوا بدعمهم الكامل لإسرائيل التي قالوا إن من حقها الدفاع تماما عن نفسها أمام إرهاب المقاومة الفلسطينية الذي تنتشر حركاته وخلاياه في هذا القطاع الملغم بكل من يكره إسرائيل، لكن على الضفة الأخرى أدانت بعض الدول العربية والإسلامية ومنها قطر والكويت والجزائر ولبنان والأردن وإيران والسعودية وتونس هذا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف نساء وأطفال غزة الأبرياء، بينما دعا (الأزهر) في مصر إلى وقف هذا الهجوم على الأبرياء في قطاع غزة، ومع هذا تستمد تل أبيب عدوانها السافر وهجومها العشوائي القاتل من وقوف دول عظمى غربية معها في ملاحقة ما أسمتهم خلايا الإرهاب في هذا القطاع وللأسف فإن المشاهد التي تصلنا من غزة هي مشاهدة جثث الأطفال وذويهم والنساء الذيم لم يمثلوا يوما تهديدا للكيان الإسرائيلي الغاصب ومع هذا يقف هذا العالم الذي يدعي تحضره وعدله موقف الذي يتجاهل كل تلك الدماء الفلسطينية التي تنزف بغزارة في الوقت الذي كان يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بعدوان إسرائيل دعا إلى وقف (العنف) فهل قتل الأطفال المتعمد عنف؟! هل قتل كل هؤلاء النساء عنف؟! أعجب والله من هذا العالم الذي لا نزال فيه كعرب نؤمن بشرعية المجتمع الدولي وإنصافه لقضايانا العالقة في مكاتبه والمتكدسة في ملفاته الضخمة في حين أن هذه المؤسسات الدولية والتي تُعنى بحل كل هذه القضايا تخضع لقوى عالمية لدول عظمى تجبرها على السير وراء ما تريده هي لا ما قامت عليه هذه المؤسسات التي لا نزال عربيا نهرع لها وندعو للتقيد بقراراتها التي لا تأتي لصالحنا كعرب للأسف فهل ما يجري في هذا القطاع اليوم وفي السنوات الماضية المؤلمة يستحق أن يحتار فيه أحد ليقرر من المذنب ومن البريء ومن الظالم ومن المظلوم ومن المعتدي ومن المعتدى عليه؟!. اليوم غزة تزف شهداءها الواحد تلو الآخر ومع هذا يخرج الناطقون باسم الخارجيات الأوروبية ليعبروا عن تأييدهم الكامل لما تتخذه إسرائيل من إجراءات تأديبية ضد منتسبي حركات المقاومة الفلسطينية وكأن إسرائيل فعلا تقتل هذه الشخصيات التابعة لهذه الحركات وتتجنب قتل الأطفال والنساء!. هل يعقل أن يقف كل هذا العالم صامتا متبلدا يعطي للظالم أعذاره ويبرر له بينما الفلسطينيون ينتظرون انتفاضة من هذا العالم الذي أثبت أنه عميل مستتر وظاهر لهذا الكيان الغاصب ولا يرى نزف كل تلك الدماء وسماع تلك الصيحات المكلومة لطفل فقد أهله في غارة أو صيحات والد على ولده الصغير أو دموع تلك الفتيات على فقدان والدتهن؟ فأخبروني أي عالم نعيشه اليوم وأي إيمان يجعلنا نثق بحكوماته ومؤسساته ومنظماته وخارجياته ومبعوثيه ومندوبيه؟! أي عالم هذا الذي يجعلنا نتحسر ونحوقل لدرجة أننا نعجز عن اختيار أشد العبارات إدانة لعلها تتوجع منها إسرائيل وتعتبرها إعلان حرب دون رصاص أو جيوش؟! ما الذي جعلنا نراجع عبارات الشجب فنختار ألطفها ومن كلمات الاستنكار أرقها وكأننا لا نريد إيذاء مشاعر إسرائيل؟ بل إن هذا العالم دعا لوقف العنف وكأن ما يحصل اليوم في غزة يعد عنفا فقط! فحسبي الله ونعم الوكيل يوم تخلى هذا العالم عن نصرة غزة ولا حول ولا قوة إلا بالله يوم لا قوي ينصر أهل غزة سوى الله واللهم عليك بالظالمين المتجبرين فلا تبق منهم أحدا واقتلهم فردا فردا.