27 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة التقسيط

17 أكتوبر 2022

أعلنت كتارا عن أسماء الفائزين بجوائز مسابقة الرواية العربية السنوية، وفي جزء منها جائزة للرواية القطرية، لا أعرف تاريخاً للرواية القطرية يجعلها تتفرد بجائزة خاصة ضمن تاريخ الرواية العربية،، أليست الرواية القطرية جزءًا من الرواية العربية؟ أليست الثقافة القطرية جزءًا من الثقافة العربية؟ كيف يمكن لقطري إذاً أن يفوز بجائزة الرواية العربية طالما حدد مجال تصنيفه محلياً؟ ليس لهذا التصرف تفسير سوى ضعف الوجود القطري روائيا، وهذا مشهود، وبالتالي لا داعٍ لوضع جائزة أساساً لهذا الصنف من الأدب قطرياً والاكتفاء بالتصنيف العربي لما له من شحذ للهمم من أبناء قطر من المهتمين بهذا الصنف الأدبي للارتقاء بإنتاجهم، أما حصرهم في نطاق لا يكتب فيه سوى شخص أو شخصين فهو إفقار للجائزة حيث لا منافسة أصلاً، الرواية صنف راق من الأدب تكتبه مجتمعات التحول ويبرع فيه إنسان المعاناة، وهي انصهار بين النثر والشعر والإنسان وجودياً، الرواية في أمريكا الجنوبية أحدثت تحولاً هائلاً في مجتمعاتها، لذلك لا يمكن المحاباة فيها كونها تقام في قطر وقطر فقيرة روائياً أن أضع جائزة بدلاً من أن يعيش المجتمع أو المهتمون معاناة الرقي إلى مستوى الرواية الحقيقية، ثقافة التقسيط هذة قاتلة، لطبيعة الثقافة فهي لا تميز بين جنسية وأخرى، فالثقافة العربية واحدة، من الممكن أن تجعل للقطري ميزة خدمية، لكن لا يمكن أن تميزه ثقافياً لكونه قطرياً فقط، بإمكان كتارا أن تجعل جائزة للرواية الخليجية على الأقل ليفوز بها قطري ولو بعد حين، على الرغم من إيماني أن الرواية العربية عموماً في مؤخرة الركب عالمياً، الرواية القطرية إن كانت على مستوى «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي فتتطور عربياً أو حتى عالمياً، أما إذا كانت على مستواها الحالي فالأفضل أن تنضوي داخل إطار الرواية العربية حتى تتطور أفضل لها من الفوز بجائزة بلا منافسة أو بما يتحصل من الموجود، أرجو أن لا يؤخذ هذا الكلام بشكل شخصي، فأنا أكن للأخ أحمد عبدالملك كل الود وأحيّيه على استمراره كل هذه الأجيال.