09 سبتمبر 2025
تسجيلمكتبة قطر الوطنية ليست مجرد مكتبة، بل هي صرح ثقافي متكامل تم التأسيس له منذ سنوات طويلة، وافتتحت عام 2017 للجمهور، وكان الافتتاح الرسمي بتاريخ 2018/4/16 في فترة صعبة عاشتها قطر والمنطقة، لتضيف إلى معالم بلادي قطر صرحاً ثقافياً يشار إليه بالبنان. وقد وصل عدد العناوين بها إلى قرابة المليون ونصف المليون عنوان. وينطبق على هذا الصرح قاعدة "من رأى ليس كمن سمع"، ففي يوم الثلاثاء الماضي قررت زيارة مكتبة قطر الوطنية للاطلاع على ما تحتويه من مرافق، وقد أحدثت في نفسي شعوراً بالفخر لما رأيته مصحوباً بشعور المفاجأة على حجم الجهد المبذول، ليكون هذا الصرح مشعلاً للنور في عاصمتنا الغالية، ومنذ الوهلة الأولى وبالنظر لشكل المكتبة الخارجي المميز المصمم على شكل دفتي كتاب إلى القاعات الفسيحة للقراءة، وقاعات للمعارض المختلفة، وقاعات الندوات ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة، ومسرح بحجم مناسب ومكتبة أطفال ومقهى ومطعم إضافة الى استوديو إذاعي وآخر تلفزيوني، يجمع بين كل هذه المرافق جوّ هادئ جداً يجعل من الوقت الذي يقضيه الزائر مشجعاً للتواجد والنهل من متعة القراءة والاطلاع. ومن المرافق التي أبهرتني المكتبة التراثية بالطريقة المعمارية الفريدة وكأنها آثار قديمة حفرت في قاع المكتبة، لتكون جزءًا مهمّاً من كيان مكتبة قطر الوطنية وتكون مكتبة في داخل مكتبة. وهناك قسم على شكل متحف يحوي مقتنيات من المخطوطات والكتب القديمة معروضة بشكل متحفي جميل. الأقسام الفنية التى تعنى بالكتاب وصيانة القديم وترميم ما يحتاج الترميم تعمل بتقنية متطورة وهي عبارة عن عدة ورش خلفها أعداد كبيرة من الفنيين المؤهلين والمتمكنين من أحدث أجهزة الصيانة والترميم والأرشفة. التقنية الحديثة في وجود الكتب وصفّها على الأرفف المفتوحة وطريقة استدعاء الكتب وإرجاعها آلياً إلى مكانها أبهرتني! والمبنى صديق للبيئة في استخدام أشعة الشمس للإضاءة، التقيت بكوادر عالمية تعمل في المكتبة وعناصر مؤهلة من الوطن العربي مع وجود أعداد تتزايد من أبناء وبنات الوطن المتحمسين والمؤهلين مشكّلين الجهاز الإداري والفنّي للمكتبة. وبالرغم من الظروف السياسية والصحية من تداعيات كورونا والإغلاقات التي مرّت على المكتبة منذ افتتاحها وعاشها العالم إلا أن الحياة بدأت بالعودة تدريجياً إلى المكتبة، وقد ذهلت بأن عدد الزائرين قد بلغ اكثر من 1,588,830 زيارة، من كل أطياف المجتمع. وتمت استعارة 1,869,270 كتابا منذ الافتتاح. ختمت زيارتي بزيارة القامة الثقافية والإعلامية والسياسية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، والذي جاء اختياره لهذا المنصب ليكون لهذا الصرح واجهة تليق به. فعلاً، إن مكتبة قطر الوطنية مفخرةٌ لنا جميعاً وصرحٌ ثقافيٌ ومعلمٌ يضاف لمعالم الوطن الغالي. وإني على ثقة بأن هذه المكتبة وجدت كبيرة،لأنها جاءت ثمرة لرؤية قيادات هذا البلد، وحبهم للمعرفة والكتاب والعمل المضني لمؤسسة قطر بقيادتها الرائدة. آخر الكلام: الاهتمام بالكتاب اهتمام بالمستقبل. [email protected]