11 سبتمبر 2025
تسجيلمارقون ! ببساطة من قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي هم مجموعة من قتلة مارقين خارجين عن الشرعية والشريعة، هذه هي المسرحية السعودية الأمريكية المشتركة الذي يحاول محمد بن سلمان تمريرها من خلال البوق الأمريكي المتمثل في كبيرهم ترامب كمحاولة تبدو لي أخيرة للخروج من عنق زجاجة قتلهم لخاشقجي وغدرهم به مما جعله عرضة لسخرية الديمقراطيين والمثقفين الأمريكيين الذين أعجبوا بالقدرة السعودية الفريدة على إقناع ترامب بقول هذه الترهات التي لا يصدقها عاقل يمكن أن يقتنع بكيفية دخول هؤلاء (المارقين) إلى مبنى ممثلية دبلوماسية سعودية على أرض تركية دون أي مساءلة تستوقفهم لدى محاولتهم الدخول لها!. أتفهم جيدا محاولات الرياض المستميتة للخروج بأقل الخسائر الممكنة من هذه الفضيحة الدبلوماسية التي أخذت أبعاداً أكبر وأوسع من التصور الذي كانت تمني السعودية به نفسها ولكن أن يصل الرعب بهم إلى درجة حبك سيناريو ضئيل بهذا الشكل فهذا ما كنت أستبعده عن أصغر ذكي منهم طبعا في حال وجود الأذكياء فيهم!، وأتفهم أكثر الرغبة لدى الديوان الملكي السعودي بإخراج محمد بن سلمان من هذه الورطة وأن من قام بهذه الجريمة المروعة كان يرتكبها في الوقت الذي كان ولي العهد السعودي متنكرا في أحياء السعودية الفقيرة يتفقد أحوال رعيته ويأمر تابعيه بمنح هذا وإعطاء ذاك وهو المؤمن الغافل المسكين الذي لا حول له ولا قوة في كل ما حدث، ماذا تتوقعون من العالم أيها السعوديون؟! أن يصدق هذه الرواية أو أن يتخيل ألا يد لكبيركم محمد بن سلمان في هدر دم خاشقجي الذي أقمتم له مذبحا في إحدى غرف قنصليتكم وتم نفيه من الحياة بأمر صغير من بن سلمان ؟! أتتخيلون أنه بعد هذه الضجة العالمية التي أخذت أبعادا فوق ما تتخيلونه وبات كل جزء من الكرة الأرضية يتحدث عن سر اختفاء خاشقجي بعد دخوله لقنصلية بلاده في اسطنبول وانسحاب معظم الشركات العالمية من رعاية وحضور مؤتمر الاستثمار الذي سيقام هذا الشهر في الرياض أن عاقلا سيصدق هذه الرواية التي للأسف جاءت على لسان ترامب المعروف بانفلاته وتهوره ولامبالاته أو سيقتنع أن كل هذه التسريبات المتوالية تباعا التي لا تحاول القنصلية السعودية دحضها بإبراز ما يثبت خروج خاشقجي منها هي مجرد مؤلفات إعلامية قصدها النيل من سمعة وسيادة الرياض ؟! هل يمكننا أن نذكر الإخوة السعوديين أننا في القرن الواحد والعشرين وليس في عصر ما قبل الميلاد ؟! لذا أرجو أن تتمالك السعودية نفسها وتتوقف عن الانفعال اللا إرادي الذي يؤدي بها إلى تصريحات غير مسؤولة تخرج من هنا وهناك وتلقى تندرا عالميا واضحا منها . بالأمس دخلت فرق التفتيش التركية مبنى القنصلية السعودية دون ذكر توجهها إلى بيت القنصل المعتكف فيه منذ اسبوع تقريبا ومكثت هناك ما يزيد عن 9 ساعات قضتها في التفحيص والتمحيص ونبش الأرض والحائط والزوايا والأرفف والأدراج الذي استخف القنصل بفتحها أمام مراسل ( رويترز ) كانت أيضا محل فتح أمام هذه الفرق الجنائية التي صدر عن مكتب المدعي الجمهوري التركي أنهم جمعوا أدلة يمكن فعلا أن تؤكد مقتل خاشقجي فيها رغم محاولات الطمس السعودي من خلال الأصباغ الجديدة أو محاولات التنظيف العميقة رغم مرور 14 يوما على اختفاء الرجل ولكن بحسب إفادة محقق جنائي تركي سابق فالأدلة لا تمحى حتى بعد شهر من ارتكاب الجريمة، ومع هذا تظل الاتفاقيات خلف الأبواب المغلقة أمرا لا يمكن التنبؤ به وقد يخرج بيان تركي سعودي برعاية أمريكية تبرئ الجاني وترمي التهمة على مارقين أو سارقين أو قتلة مأجورين وكفى الله العالم شر هذه الحادثة ويضيع بعدها الدم الخاشقجي هدرا دون أخذ لثأره أو عقابا لقاتله وهذا سيناريو محتمل أيضا وسط الاتصالات المكثفة التي يجريها السعوديون بدءا من مدير استخباراتها ومرورا بأمرائها ونهاية بولي عهدها وملكها بالجانب التركي على اختلاف الأصعدة والتحرك الدبلوماسي النشط لترامب في إيفاد وزير خارجيته ( بومبيو ) للرياض وأنقرة ربما لإنهاء حبكة هذا السيناريو الذي يمكن أن يغلب مفهوم الشفافية التي ينتظرها العالم من السلطات التركية التي نأمل منها أن تقدم الحقيقة على المصالح وأن تعد هذه الجريمة اعتداء مباشرا على سيادة الأرض التركية وإلا ستصبح أرضا رخوة خصبة لا تحتاج لمن يرويها بالماء ولكن بالدم والذي سيكون أرخص وأوفر من الماء ! . ◄ فاصلة أخيرة : حينما تكذب حاول أن تكذب بإتقان لتحترم ذكاء الآخرين ! . [email protected]