29 أكتوبر 2025

تسجيل

أبناء الشعب الفلسطيني

17 أكتوبر 2011

كم كانت الفرحة غامرة لدى أبناء الوطن الواحد وكل من يحب لهم ذلك عندما التقى أبناء الشعب الفلسطيني ليوحدوا كلمتهم ورأيهم وجهودهم تحت مظلة الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة التي لم يجنوا منها إلا مزيداً من الشتات وضياع الحق المشروع لهم وهو قيام دولتهم الفلسطينية على تراب فلسطين، ولكن لم تدم هذه الفرحة حيث وقف من لا يريد لهذا الشعب أن تكون له دولة وكيان مستقل فتسابق أصحاب الفرقة بكل ما يملكون من وسائل للضغط على هذا وذاك لكي لا تتم الوحدة ويعود الوئام بين أصحاب الأرض الواحدة والمصير الواحد، فكل طرف يسعى بما يملك من نفوذ ليوقف هذا التوجه الفلسطيني وكان لهم ما أرادوا حتى هذه اللحظة التي يجب أن يعيد أصحاب القرار الساعي لعودة التوافق بين جميع الأطراف الفلسطينية تلك المواقف التي صدرت من تلك الجهات والدول هل فعلاً محقة في توجهها أم أن أجندتها السياسية تعمل من أجل طرف آخر من مصلحته عدم عودة الوئام بين الأطراف الفلسطينية التي لا يمكن أن تجعل لتلك التوجهات موقعاً في تحقيق أهدافها الوحدوية التي لا يمكن أن نقول بانها ستكون متطابقة مائة بالمائة ولكن لا بد وأن يكون هناك رؤية موحدة لجميع الأطراف ألا وهي قيام الدولة الفلسطينية دون النظر إلى من هو سيتولى المسؤولية في إدارة الدولة التي تحتاج إلى يد متبصرة بمجريات الحياة وكيفية التعامل مع التواجد الدولي على الساحة وأن العنصر يجب ألا يكون هو السبب في توقف تلك الإرادة التي طال انتظار الشعب الفلسطيني لرؤيتها، وكم كان المنظر رائعاً عندما تعانق كل طرف مع الآخر واستبشروا خيراً بذلك إلا أن هذا الخير لم يرد له أن يستمر حيث توقف عند الأشخاص مع أن فلسطين بها وعندها من الأشخاص ما لا يمكن أن يشك في وطنيتهم وحبهم لأرضهم وأبناء وطنهم، فهل سيسعى كافة محبي هذه الأرض أن يعيدوا الكرة ويعملوا على تحقيق إرادة شعبهم الذي طال انتظاره لكي يرى دولته حقيقةً واقعيةً بين الدول وأنهم شعب يملك من الامكانيات البشرية التي تؤهله لأن يتولى قيادة الدولة دون النظر إلى انتمائه وتوجهاته طالما أنها تنصب على قيام الدولة المستقلة وترعى مصالح كل الشعب الفلسطيني دون النظر إلى انتماءاتهم التي يحاول من لا يريد قيام هذه الدولة أن يعمق فيهم وبينهم الخلاف مع أن الدول تقوم على حكم الأغلبية حتى وإن كانت بنسبة بسيطة طالما أنها حصلت على النسبة المحددة بالقانون الذي رسموه لأنفسهم وتوافقوا عليه وعدم الإخلال به وهذا هو ما تقوم عليه الدول التي لا تعترف بالشخص المعين بل تسير وفق نهج ديمقراطي يسير عليه العالم المتحضر اليوم الذي نأمل أن يكون الفلسطينيون يدركونه أو أدركوه من خلال الحملة التي توالت بعد ما أعلنوا أنهم سيتوحدون لإدارة دولتهم التي لن تقوم الا بجهدهم وحرصهم على تحقيق ذلك التوجه الذي لا يمكن أن تقف عنده أو أمامه أية مصاعب توجدها دول لا تحب أن ترى تلك الدولة التي عرف كل ساستها منهم معها ومنهم لا يريدون قيامها فليبدأ الجميع بإعادة ذلك المنظر الذي تم على أرض الكنانة بنبذ الخلاف والعمل على التوحد فيما بين كافة الأطراف، فيقول صلى الله عليه وسلم "المرء كثير بأخيه". ويقول معروف الرصافي: خاب قوم أتوا وغى العيش عزلاً من سلاحي تعاون واتحاد ويقول المثل الهندي: المعجزات وليدة الرجال المتحدين. من روائع الحكمة.