17 سبتمبر 2025
تسجيليتابع المستثمرون حول العالم بترقب مسارات الأرباح المتوقعة للشركات التكنولوجية، مع التركيز على الشركات المتصدرة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي شهدت نمواً رائعاً، حيث سجل مؤشر ناسداك 100 أفضل أداء له خلال النصف الأول من السنة، وذلك نتيجة التأثير الحاسم لشركات التكنولوجيا على هذا الزيادة المذهلة. ولا مناص من القول، أن هذا الإحساس المتفائل بشركات الذكاء الاصطناعي، يذكرنا بفقاعة الدوت كوم الشهيرة، والتي كانت تلوح في الأفق بين عام 1995 حتى ذروتها في مارس 2000، حيث ارتفع مؤشر ناسداك فوق حاجز 5100 نقطة قبل أن يتراجع بشكل حاد، مما أثار أزمة مالية في الولايات المتحدة، وفي العديد من الأسواق العالمية. وخلال تلك الفترة، شهدت الشركات التي تعمل في التجارة الإلكترونية والمحتوى وخدمات الإنترنت، نموًا غير مسبوق، ويعود الفضل في ذلك الى حماس المحللين الماليين وتوقعاتهم المتفائلة، التي شجعت الملايين على شراء أسهم في شركات الدوت كوم الناشئة. إلا أن انفجار هذه الفقاعة، أدى إلى سقوط العديد من الشركات، وأثر سلباً على نمو المشاريع الريادية الجديدة في قطاع التكنولوجيا. ولا يفوتنا أن ننوه بأن الفقاعات المالية، عادةً تكون مرتبطة بفكرة استثمارية مبتكرة، حيث إن عصر دوت كوم كان ذلك مدعومًا بالتطور السريع للإنترنت، وتحسينات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وظهور التجارة الإلكترونية. أما اليوم، وقد أضحى الذكاء الاصطناعي روح العصر الجديد، نظرًا لقدرته على تغيير مختلف الصناعات، مما يدفع بالمستثمرين الى شراء أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، التي تنذر إلى عصر ذهبي من العوائد غير المحدودة، وهذا الأمر يعود في المقام الأول الى التأثير السلبي للإعلام الذي يميل إلى خلق صورة إيجابية غير مبررة لاستثمارات الذكاء الاصطناعي. لا يمكن إنكار اننا نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، ولكن يتوجب على المستثمرين، المضي قدمًا بحذر وحكمة، على أسس مدعومة بأصول ملموسة ومسارات ربح حقيقية، استناداً إلى التجارب والدروس الماضية، مع ضرورة التيقظ الى التقاطع بين التكنولوجيا، وضجة الإعلام، واندفاع المستثمر، على أمل التمييز بين القيمة الحقيقية والفقاعات المالية.