19 سبتمبر 2025
تسجيلمع تطور الطب قد نجد علاجاً لكثير من الأمراض، وتبقى للقلب أوجاع وأمراض وأزمات ووهن يصيبه قد يتمكن طبيب من علاجه، وقد يبقى وجع القلب عمراً يعجز الطبيب والعلم عن علاجه. يوجع القلب أن تعرف أن هناك من لا تهمه مصلحة الوطن وممتلكاته، ولا يهمه انتشار الفساد بأنواعه، ولا يهمه تبذير المال العام، ولا تهمه المصلحة العامة، ولا تهمه سوى مصالحه الشخصية والعائلية الأقرب لبصره وفهمه وجيبه! يوجع القلب أن نفتقد الإتقان والإحسان في أقل وأبسط الأمور، فما بالك في أكبرها وأهمها؟. يوجع القلب أن تجد من البشر من لا مشاعر ولا إحساس يسكنهم، يعيشون ويتحكمون بلا مبالاة ولا ضمير ولا وجع ينبههم ويوقظهم من سباتهم وغيابهم وغبائهم الذي يتقنون تمثيله حسب غاياتهم، يوجع القلب أن تجد أجساداً تتحرك بدون عقل وحكمة ورؤية وبصيرة. يوجع القلب زمن تغلب فيه المصلحة على القيم وعلى الوفاء وعلى القرابة والعلاقات، يوجع القلب أن المبادئ والقيم أصبح من السهل التنازل عنها، وسهل التفريط بها تحت مسميات المصلحة الشخصية والأنانية ومبدأ الغايات تبرر الوسائل، يوجع القلب التحدث بالأخلاق والمبادئ كأن محاضرة ومادة اختيارية يطلب اجتيازها دون اهتمام وتقدير لتتجاهلها الأذان وتغيب عن حضورها العقول. توجع القلب كمية تبلد المشاعر في بعض البشر وكأنك تعيش في مجتمع لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، أو بعض أفراد مجتمع اختار العيش وفق هوى رغباته، يوجع القلب انتشار الفساد الأخلاقي والجهر بالمعاصي وكأن المنكر أصبح معروفاً لا يمكن إنكاره!، يوجع القلب غياب الأدوار الحقيقة لمعنى الأم والأب ولمعنى الأخ والأخت ومعنى الصديق ومعنى النصيحة. يوجع القلب أن البشر لا يتعظون بقصص ونكبات وأمراض وحوادث وكوارث وأزمات ولا يتعظون بموت قريب وصديق وحبيب، يوجع القلب أن يأتي فيروس لا يرى بالعين المجردة ويهز بدخول وانتشار عدواه بالأجساد ليمرضها.. وقد يميتها ومع ذلك تجد من يستهزأ بالمرض ولا يتحمل مسؤولية الإصابة به ليوجع أسراً وأفراداً. آخر جرة قلم: يوجع القلب أن ترى وتقرأ عن مبادئ وقضايا أمة توارثتها الأجيال والأمم، ورحلت أجساد في سبيلها، وشردت شعوب وطردت وهجرت، أن تجد ما يوجع قلب وقلوب ما تبقى منها لقلوب تدرك وعقول تشعر.. بما يمارس من عبث وعهر سياسي يمارسه صغار العقول بمدرسة السياسة بخيانة وتطبيع وتطبيل بالعبث بتاريخ دولة وقضايا أمة بحماقة وخيانة لن تغفرها لهم الشعوب. [email protected] @salwaalmulla