11 سبتمبر 2025
تسجيلنتابع باهتمام بالغ المؤتمرات الصحفية المرتبطة بوزارة التعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة، والمتعلقة بآخر مستجدات عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، بعد مرور أكثر من أسبوعين، حسب الخطة التي وضعتها وزارة التعليم بالتنسيق مع الصحة، كما نتلقى الرسائل اليومية التي تحمل أسماء مدارس حكومية ومدارس خاصة ورياض أطفال اكتشفت بها حالات مصابة بفيروس كورونا وبدأت أعدادها اليومية تتزايد بشكل ملحوظ، مما يجعله جرس إنذار موجهاً إلى الجيش الأبيض الذي يتعامل مع الجائحة بكل جهد يُشكر وهو ليس موضوعنا اليوم. ما أود أن أتناوله في هذا المقال تصريحات المسؤولين غير المسؤولة والمتضاربة في أحيان عدة حول دوام الطلاب!، ففي بداية الأمر وبرغم المناشدات المجتمعية ببدء العام الدراسي عن بُعد، خرج علينا مسؤولو التعليم يشيدون ويمجدون بجاهزية وزارة التعليم وأنهم على أهبة الاستعداد وبالتنسيق مع وزارة الصحة وضعت خطة محكمة لتطويق انتشار فيروس كورونا المستجد بين الطلاب، وذلك عن طريق تطبيق نظام جديد للتعليم وهو نظام التعلم المدمج في جميع المراحل التعليمية للمدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال ومؤسسات التعليم العالي، وهي خطة لا نستطيع تقييمها حالياً بشكل رسمي أو إصدار أحكام عليها من حيث نجاحها أو فشلها، لأنها في مرحلة التطبيق الأولي، ولكن من خلال إغلاقات المدارس ورياض الأطفال التي تأتي تباعاً تُعرف النتائج؛ يعني الكتاب مبيّن من عنوانه. إن ما تم توضيحه قبل بداية الدراسة أن إدارات المدارس ستقوم بإرسال رسائل نصية لأولياء الأمور حول دوام أبنائهم وأوقات الدوام المدرسي، للأسف أصبح الآن غير ذلك، فأغلب ما يستقبله أولياء الأمور الآن: "نحيطكم علماً بأنه سيتم إغلاق الشعب 1 و2 و3 حتى إشعار آخر بسبب حالة كورونا" أو "تقرر أن يكون نظام الدراسة في المدرسة الفلانية عن بُعد بناءً على تعليمات وزارة الصحة ووزارة التعليم"!، طيب على قولة المثل "ما كان من الأول" تفضيل التعليم عن بُعد، وحفظ الطلبة في بيوتهم، وجعل الكادر الإداري والتدريسي يعمل في بيئة آمنة بدل تحويلهم بين كل فينة وأخرى إلى الحجر المنزلي إما بسبب المخالطة أو الإصابة!. الآن وبعد انقضاء الفترة السابقة لو سألت أي عضو هيئة تدريس أو هيئة إدارية بالمدارس عن الوضع؛ يكون الجواب المباشر بأن يضرب كفاً بكف ويتحسر ولسان حاله يقول ما قاله الشاعر بيرم التونسي "أهو ده اللي جرى"، يعني خلاص طاح الفاس في الراس!. بشكل صريح ومباشر، الموضوع يحتاج إلى مُتخذ قرار قوي يرفع التوصيات للجهات المختصة ويشرح أسباب طلب التأجيل أو طلب الدراسة عن بُعد، وأنا على يقين وكلي ثقة بأنه سيتم الأخذ بها وسماعها، لأنها ببساطة واردة من أهل الاختصاص وأهل مكة أدرى بشعابها.. لكن الجماعة عندنا مترددون، فإذا كان اتخاذ قرار إجازة لمدة يوم أثناء المطر بسبب سوء الأحوال الجوية لا يتم اتخاذه ويبقى الأهالي في حيرة وانتظار، نبيغهم الآن يرفعون قرار تأجيل! هذا بيكون آخر الزمان. مستشار وزير التعليم في تصريح له - يتناقض فيه مع مسجات مدارس الوزارة والإغلاقات - يذكر أن الإصابات بسيطة جداً وهي تحت السيطرة وتم التعامل معها وعزلها وتحويلها إلى وزارة الصحة، وبعد أقل من أسبوع تتحول الدراسة إلى الاختيار بين نظام التعلم المدمج والتعليم عن بُعد؛ يعني إذا صار شيء أنتم يا أولياء الأمور من اتخذتم القرار.. طبعاً بعد خراب مالطا!. قرأت وتابعت الأخبار عن قيام وزراء ومسؤولين كثر في شتى بقاع الأرض بتحمل مسؤولياتهم بسبب فشلهم في السيطرة على ما سببته الجائحة مثل وزير الصحة النيوزيلندي والبرازيلي والبولندي ومسؤولين كبار في باكستان وغيرهم من من كانت كورونا سبب تركهم العمل وإعطاء غيرهم المجال. الإدارة والقيادة فن تعلمناه خلال مراحل الدراسة وعايشناه في العمل، كما أن سرعة اتخاذ القرارات ومعالجة وتقييم المشاكل من أبرز سمات المسؤول الناجح، وأن تحمل المسؤولية أيضا من أهم سمات المسؤول، لذلك يطلق عليه مسمى مسؤول أو مستشار أو وكيل مساعد، لكن في مجتمعاتنا العربية الواحد يكون متمسكا بالكرسي وعينه على المنصب الأعلى حتى لو كانت نتائج قراراته سلبية، هذا إذا اتخذ قرارا أصلًا!. وهنا أتساءل كما غيري، هل خلال الأيام القادمة نرى شجاعة إقدام مسؤول أو مسؤولة على التحمل ليخرج ويقول أنا المسؤول عن النتائج السلبية ويترك الميدان؟ شخصياً لا أعتقد ذلك، لكن وكالعادة إذا كانت النتائج إيجابية فالكل سيصبح سوبرمان وسيتصدر المشهد، والأيام ستثبت ذلك. والله من وراء القصد @mohdaalansari