11 سبتمبر 2025

تسجيل

مشهد أسف وآخر فخور

17 سبتمبر 2020

هل رأيتم الوجوه؟! هل رأيتم الضحكات والابتسامات؟! هل شاهدتم مراسم التوقيع كيف سارت؟! الكلمات كيف كانت؟! النظرات والتلميحات؟! والأهم هل لاحظتم كيف غادر ترامب مصطحباً نتنياهو معه، بينما تركا خلفهما (الصغيرين) يقتفيان الأثر ويحاولان اللحاق بركب (الكبيرين) اللذين حصلا على مبتغاهما ولم يعد يهمهما إن بقي ابن زايد أو نام الزياني على الطاولة؟. أنا رأيت كل شيء وتابعت كل لحظة وضحكت قبل أن يعتريني نوع من الأسف، ليس لأن هؤلاء من أعلنوا التطبيع مع إسرائيل ولكن لأنهم محسوبون على العرب الذين عاشوا على أن فلسطين قضيتهم الأولى، وأن إسرائيل عدوتهم الأولى أيضاً حتى تغيرت الأمور وتشقلب الحال وسيقت مسوغات التطبيع كما تساق الخراف اليوم دون مقاومة ليعتلي اثنان من (العرب) منصة البيت الأبيض ويبدو عليهما فخر عجيب وتعال مريب وسعادة غامرة وهما ينظران إلى كرسيهما على طرفي طاولة مستطيلة تمهيداً لتوقيع اتفاقية التطبيع باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، سارت بشكل لولبي بين الحضور بينما كان عبدالله بن زايد يشير لبعض معارفه من الحضور بعلامة النصر والفخر فأي نصر يا ابن زايد في هذا؟! وأي فخر يا أبناء زايد في كل هذا؟! فالعالم بأسره رصد كذباتك الأربع التي تضمنها خطابك الموجز الذي تعمدت إلقاءه باللغة العربية بينما تباهى الزياني المتواري عن الأنظار منذ ما يقارب خمس سنين حين كان يتولى حقيبة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بإجادته للغة الإنجليزية، وكأنك تريد أن تثبت عروبتك في الوقت الذي بات الإسرائيليون يفتخرون باختراقها من خلال هذا التطبيع وأولاها أن هذا التطبيع يأتي امتثالاً لرغبة الشعب الإماراتي، والجميع يعلم أن شعبك من أول الشعوب المكلومة في الرأي والتعبير ولا يمكن أن يقول رأيه الحر وإلا كان مصيره مثل مصير عشرات الكتّاب والمفكرين الإماراتيين الذين في سجونكم. أما ثاني هذه الكذبات فإن التطبيع امتداد لنهج والده زايد، بينما مقاطع مصورة للشيخ زايد تفند تماماً هذا النهج، وثالث كذبة أن هذا التطبيع إنما أتى لصالح الفلسطينيين أنفسهم، وأنه أوقف الخطة الإسرائيلية في إكمال خطة المستوطنات وهدم بيوت الضفة وسيجلب الاستقرار للمنطقة باعتباره قائماً على السلام الدائم، وهذا ما نفاه الفلسطينيون ورأوا التطبيع خيانة لقضيتهم وحقوقهم، أما آخر كذبة وأشدها قوة فهي أن بلادك يا ابن زايد داعية سلام واستقرار في العالمين العربي والدولي، ومن هنا جاء التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بينما في الواقع فالدنيا بأسرها تشهد على إجرام الإمارات في قطر وليبيا واليمن ومصر والسودان وسوريا وتونس والصومال وكثير من الدول التي عاثت يد الإمارات فيها خراباً ودماراً وخططاً ومؤامرات، فهل يتكلم اليوم وزير خارجية الإمارات ممثل محمد بن زايد في مؤتمر العار عن السلام والاستقرار؟!، ألم ير مظاهرات التنديد بتطبيع بلاده مع إسرائيل بين جموع الشعب الفلسطيني الذي خرج رافضاً مراسم التطبيع، وداعياً حكوماته وفصائله إلى نبذ الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني؟. فإن كان المعنيون بمسوغات تطبيع الإمارات والبحرين ينكرون ما قام عليه تطبيع أبوظبي والمنامة فكيف يسوق ابن زايد والزياني الأسباب والدواعي باسم الفلسطينيين؟!. من الجميل أنه في اليوم الذي قامت فيه مراسم التطبيع تلك كانت قطر وعلى لسان المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية تصرح بأن الوقت لم يأن لمثل هذا التطبيع ما دامت حقوق فلسطين ضائعة وهناك طرف لا يزال يعاني من سلب حقوقه ودولته وحدوده، فكيف نطبع مع الطرف الأقوى ونترك الآخر منهكاً ضعيفاً يعاني قلة الحيلة؟! لذا كان الشعور بالأمس متبايناً بين أسف على حال وفخر بحال آخر وفلسطين ستظل قضيتي وقضية كل خليجي عربي مسلم حر. [email protected] @ebtesam777