23 سبتمبر 2025

تسجيل

واقعنا المرير..في زمن الثروات

17 سبتمبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مَن منّا لم تذرف عيناه على أطفال اليمن وهم يصارعون وباء الكوليرا تنهش أجسادهم الهزيلة، وصواريخ دول التحالف الهمجّية تُحّطم عظامهم بلا خطيئة ،واستشعر بالمسئولية تجاههم، واستذكر قوله تعالى" إنما المؤمنون اخوة " ومن منّا لم يَستنكر من وجود شبكة سّرية تديرها دولة الامارات ، في اليمن ، ويخضع فيها المعتقلون لصنوف من التعذيب الوحشي وصلت الى حد شواء السجين على النار ، ومَن لم يرفع يديه متضّرعا لله أن يقتّص من الصهيونية ويُنّزل عليها صنوف العذاب والهلاك وهي تغلق بوابات المسجد الأقصى في وجه المصلين لمنعهم من الصلاة، وتحميل حكام المجتمعات الاسلامية بما يحدث من ممارسات صهيونية ارهابية منذ عام 1948 الى اليوم دون الأخذ بقوله تعالى "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" مع الاستنكار في فتح الاراضي العربية والإسلامية للصهيونية سياسيا واقتصاديا وغياب الاستشعار بالانسانية التي تُغتصب وتُقتل وتُعتقل وتُدهس. والمدن السوريّة اليوم تحترق على مرآى دول العالم ويقصف المدنيون فيها بقوات النظام الحالي ، والقوات الروسية وميليشيات حزب الله وداعش ، لترتوي ترابها بدماء الأبرياء وتتحول إلى كارثة إنسانية ، وتخضع أغلفة مناهجها الدراسية الى أفلام رعب ولم تحرك ساكنًا ، ومن منّا لم يتحّسر ألماً على اندثار وضياع حضارات وآثارالمسلمين في العراق واليمن وبلاد الشام في شتى المجالات العلمية والثقافية والتاريخية والمستهدفة اليوم والتي كانت منارًا لما وصلت اليه الدول الغربية من تقدم وحضارة واستفادت من الاقتباس منها ، ونحن لم يبق لنا إلا التغنّي بها ونردّد أولئك آباؤنا ، ونشدو بلاد العرب أوطاني. ومن منّا لم يستغرب من غزو العراق على الأراضي الكويتية في غفلة من أهلها، كما هو الاستغراب من الحصار الذي فرضته دول الخليج الثلاث على أخ شقيق في منتصف الليل دون مقدمات تذكر ،، ودون التذكر بالعلاقة الوطيدة التي تربط شعوبها من جسور المصاهرة والرحم والتاريخ ودون الأخذ في الاعتبار سلبية ذلك على المصالح الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والوطنية ، ومن لم يستنكر من اقحام مصر في المنظومة الخليجية وخلافاتها بالرغم من البعد الجغرافي وعدم علاقتها بما يحدث ، وَمن لم يَدر في خلده بأن إعصاري" إيرما في فلوريدا " وهارفي في هيوستن " الذي هدّدهما بكارثة إنسانية لم تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية من خسائر مادّية وهجرة جماعية وغرق المنازل والمباني تحت المياه هو نتيجة السياسة الامريكية الهوجاء في الشرق الأوسط واستنزاف ثروته. .... ولننسى بلاد العرب أوطاني. من الشام لبغدان كما قال الشاعر البارودي وكما نسيها أهل الضاد، وكما نسى ساسة العالمين الاسلامي والعربي مأساة النازحين في المخيمات والمهاجرين عبر المحيطات والبحار من شعوب الدول المنكوبة الواقعة تحت وطأة الحروب الأهلية من السوريين واليمنيين والعراقيين، ولنتجّه شرقا الى ميانمار( بورما ) وبالتحديد ولاية ( أراكان ) البائسة والمنسية التي تقع الآن تحت نيران قوات الأمن من قتل جماعي إلى الاغتصاب تحت تهديد السلاح ، والضرب المبرح وقتل الأطفال وحرق المنازل على رؤوس أصحابها ، مشاهد مؤلمة تنقلها الفضائيات عبر شاشاتها عن أقلية مسلمي "الروهينجا " لنتلمس واقعاً أشّد من الجمر على قلوبنا ونحن نرى الانسانية المسلمة في وضعها المأساوي دون ان يكون للساسة وللمنظمات الحقوقية العربية والإسلامية أيّ دور في وقف نزيف الهمجية البوذية في التنكيل بالمسلمين هناك حتى ولو بالاستنكار، قال أحد مفوضي حقوق الانسان:" القسوة التي يتعرض لها الروهينجا " لا تطاق ،ما الكراهية التي تدفع رجالاً لطعن طفل رضيع يبكي من أجل حليب أمه" " لكنها حقيقة المسلمين الآن الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها " قال قائل أَمن قلة نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنّكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعّن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ،وليقذفن في قلوبكم الوهن ، فقال يارسول الله : وما الوهن؟ قال: حب الدنيا ، وكراهية الموت." ...إنه حب الدنيا التي صنعت دُمى تحركها المصالح وحب السيادة ،جعل الموت كسحابة صيف عابر في فكرهم وأمام أعينهم هذا ما يحدث في العالمين العربي والإسلامي. تُجندّ الجيوش العسكرية والإعلامية لمداهمة بعضهم البعض ليس من أجل الدفاع عن الدين والعقيدة إنما من أجل المصلحة السيادية الخاصة فأعماهم الله عن الحق بالضلال وعن العدل بالجور، وعن الحقيقة بالكيد، وعن غفلة الموت الى صحوة الدنيا ، ومن الدفاع عن الدين الى محاربة شيوخه وعلمائه ، ودس المدافعين عن الحق في غياهب السجون والمعتقلات كما هي سياسة أنظمة دول الحصار الأربع الآن، وبالتحديد المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين التي اعتقلت العشرات من شيو خ الدين والدعاة المشهورين ورمت بهم في السجون بجريمة قول الحق ودعوتهم بالتآلف بين القلوب ولاسكات المعارضة المُحتملة ، كالداعية عِوَض القرني والمفكر سلمان العودة وغيرهما ، ما زال بحث الاعتقالات مستمرا يجّز سيفه في رقاب المشايخ وأهل الدعوة والمثقفين والمفكرين الذين أدركوا حقيقة وجرم الحصار الجائر على دولة قطر. فوقعوا في شرك الظالمين والمستبدين في أنظمتهم ، .... إنها مفارقات الحياة ومتناقضاتها، خارت قوى العراق واليمن وليبيا وسوريا. وأصبحت فرائس للعبث الأمريكي الذي يبحث عن مصالحه ، ونسينا القضية الفلسطينية وبيت المقدس، فلا القدس لنا ولا البيت لنا ولا بأيدينا سنحمي القدس "يا فيروز" فليس من بيننا المعتصم ، ولا الفاروق ولا خالد سيف الله المسلول ولا صلاح الدين ولا محمد الفاتح ،.. ولكن بيننا ملوكاً ورؤساء يملكون ممالك ودوّلا مدّجّجة عسكرياً ومادياً واقتصاديًا لكنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ووقعوا في شر أعمالهم ،ويدركون أن الدنيا متاع الغرور ، وأن مقصلة المحاسبة الإلهية ستطوق أعناقهم عند الحساب ، لكنهم مستمرون في غيّهم وأباطيلهم وكذبهم وبهتانهم فدول الحصار الجائر تعد نموذجا ، ونسينا الانسانية المسلمة التي تتلظى بنيران الحروب الأهلية والطائفية والعقائدية وشراستها ، كما هي ميانمار وها هي كذلك بعض دول الخليج على شفا جمرة من السقوط ،فالمملكة العربية السعودية التي تمثل الحضن الدافئ والآمن في مواجهة التحديات التي تهب سمومها على خليجنا العربي نموذجا للانهيار والانشقاق والضعف مع دولة الامارات التي تتبع الفكر الدحلاني لم ينفعها تقدمها التكنولوجي ومشاريعها التنموية. والنهضوية في كيفية إدارة الأزمات بالحكمة والتعقل ، كما هي مملكة البحرين التي لا تنظر إلا بمنظار المملكة العربية السعودية ولا تخرج من عباءتها لتغذّي مصالحها الاقتصادية والعسكرية والأمنية ،، هذا هو واقعنا المرير. فثرواتنا لم تصنع رجالا "أشداء على الكفار رحماء بينهم" كما قال تعالى في كتابه الكريم.