11 سبتمبر 2025

تسجيل

سوريا.. وخجل الكلمات

17 سبتمبر 2015

فلنتفق أولا بأنه ليس من السهل إيجاد كلمات معبرة وتركيبها لتصف لنا ما يحدث لسورية وشعبها، فوالله إن الكلمات تقف بخجل واستحياء وخذلان أمام الواقع وصعوبة وصفه!! لم يشهد التاريخ الحديث شبها لما يحدث في أرض الشام العريقة الذي تعدى كافة مراحل فصول السنة وليس الربيع فقط؟!حضارةٌ تُهدم وشعب يُهجَّر وانسان يُقتل لأن الدول الكبرى وفرقها لها أجندات وما بين تجاذب هذا وذاك ضاع الشعب في بحور الدم وزهقت الأرواح في البحار والمحيطات واغتيلت حضارة؟! سورية دمرت عن بكرة أبيها وذهبت مع أدراج الرياح أمام مرأى العالم بلا هوادة ولا رحمة.. وأصبح السوريون لاجئين وأذلة على حدود وطنهم العربي بعد عزّهم والكل يتاجر بقضيتهم ويقتات منها، وقتل السوري لأخيه السوري أصبح منهجا! بفعل نظام ظالم مستبد.. وان كل سوري أياً ما كان سيظل في رقابنا حتى ينتقم الله له ويأخذ بحقه. ضحكت، بكيت — لا أذكر — كثيراً عندما قرأت منذ شهر أن هناك اجتماعاً لبحث قضية تعليم الأبناء السوريين.. فلماذا العجلة؟الخليج حكومات وشعوبا لم يقصروا وعليهم الشق الأكبر من الدعم، علما ان تلك الاموال تتبخر في طريقها لأغلب مخيمات اللاجئين لتصل إليهم شذراً مذرا والبركة طبعا في حس الشهامة والنخوة العربية الأصيلة؟!حقيقة أستغرب أن يتم غض الطرف عن مستقبل الشعب السوري ولا تقام لهم بتلك الفلوس الضائعة المدن والمدارس التي تَحترم آدميتهم في أي أرض من أراضي الصحراء العربية التي تسكنها الرمال والعقارب والأفاعي.. ولماذا لم يتم استيعاب الأطفال مع مدرسيهم في احد بقاع أمتنا.. فوالله كانت أوفر للحكومات وأكثر نتيجة وكرامة. وأبشروا بجيل أمّي تماماً كما فعل التتار وغيرهم بأهل السنة والعرب سابقاً. وللأسف لا تزال المبادرات خجولة وخذلان السوريين صار لا هوادة فيه! حضارة ذهبت وطمست معالمها وفُرقّ شعبها ولا تزال اللعبة مستمرة.. فماذا بعد يا عرب؟ هكذا تم تقطيعكم ككعكة بلا حنّية واحترام؟! حسبي الله ونعم الوكيل وكأن القضايا العربية اختزلت لدول الخليج دون غيرها.بين حاكم ظالم مستبد وخبث العدو وصراع الكبار وتخاذل وإذعان العرب ضاعت سورية.. ولله حكمته. في قضية سورية خسرنا دماء وحياة وحضارة ومقدرات أمّة فالكل مسؤول أمام الله في هتك شرف سورية وأحرارها في هذه المعركة الخاسرة. لك الله يا سورية وأنا لا أستطيع طلب المسامحة منك وانما أستطيع أن أطلب الرحمة لبني أمية؟!