17 سبتمبر 2025
تسجيللليوم الثالث على التوالي تجري الاعتداءات الصهيونية على الأقصى وعلى المصلين، والحبل على الجرّار... فقبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية، تأجج العدوان والاعتداءات الصهيونية على المصلّين في باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، حيث وقعت اعتداءات عنيفة على الشبان الفلسطينيين من قبل قوات خاصة من الشرطة الإسرائيلية، التي اقتحمت المسجد مستخدمة قنابل مسيلة للدموع وأخرى صوتية، وقامت للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين للمسجد، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من 100 من المصلين والمعتكفين فيه، إضافة إلى أضرار لحقت بالمسجد. وذكر شاهد عيان أن رجال الشرطة وصلوا إلى المنبر، وألقوا القنابل المسيلة للدموع التي تناثرت في المسجد القبلي المسقوف للمسجد الأقصى، فيما بدت مخلفات قنابل الصوت واضحة على السجاد، بعد أن خلّف أفراد شرطة الاحتلال خرابا على بواباته بعد اقتحامه صباح (الأحد 14 سبتمبر الحالي) لإخراج المصلين المسلمين منه قبل وقت قصير من بدء اقتحامات المستوطنين اليهود له، بحماية الشرطة الإسرائيلية. وبدت منطقة المسجد القبلي المسقوف وكأنها ساحة معركة، حيث تناثرت مقتنيات المسجد التي اعتدى عليها أفراد الشرطة، الذين أيضا حطّموا زجاج نوافذ أثرية في سطح المسجد القبلي لدى إلقائهم قنابل الصوت والأخرى المسيلة للدموع على المصلين في المسجد في محاولة لإخراجهم.وقال الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس المجلس الأعلى للأوقاف في القدس: إن ما حدث اليوم (الأحد) هو غير مسبوق، حيث تم إغلاق المسجد في وجه المسلمين ومنعوا من الدخول والصلاة فيه رجالا ونساء وأطفالا، وتم منع طلاب المدارس الشرعية من الوصول إلى مقاعدهم الدراسة. على صعيد آخر: أقرت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني، طرح مشروع قانون "تقاسم المسجد الأقصى" زمانيا ومكانيا مع المسلمين للتصويت، بعد أن استكملته، بموجب القانون، يتم تحديد مواقيت أو تخصيص أماكن للصلاة وأداء الشعائر الدينية بين اليهود والمسلمين، تماما مثلما فعلوا في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، مشروع القانون يحظر تنظيم الاحتجاجات والتظاهرات المضادة تحت طائلة العقوبة، وذلك في إشارة إلى الفلسطينيين، من ناحية ثانية: سيبحث الكنيست الإسرائيلي: نزع الإشراف الديني الأردني على الأماكن الدينية في القدس، وهو إشراف مالي ورمزي قديم، وإخضاع كل الأماكن المقدسة إلى السيادة الإسرائيلية. يولي الكيان الصهيوني أهمية كبرى لمدينة القدس، فبعيْد احتلال الجزء الشرقي منها في 5 يونيو 1967 وفي نفس اليوم، أقام الجنود الإسرائيليون حلقات الدبكة، وجاء المتطرفون للصلاة عند حائط البراق، كيف لا؟ وهم في صلواتهم ينشدون شعار "شُلّت يميني إن نسيتك يا أورشليم".مباشرة تم حل مجلسها البلدي وكافة هيئاتها، وقالت إسرائيل جملتها المشهورة "بأن القدس ستبقى العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل". عملياً، بدأ تهويد القدس مع دخول القوات البريطانية إلى فلسطين في عام 1917، إذ قام المندوب السامي بتعيين مهندس بريطاني اسمه ماكلين، وكلفه بوضع هيكل مخطط تنظيمي للقدس، وخلال الفترة من 1922-1925 أقيم 11 حيا استيطانيا فيما اصطلح على تسميته فيما بعد بـ"القدس الغربية"، هذه أُقيمت على أملاك عربية تمت مصادرتها من قبل سلطات الانتداب، وتقديمها للمنظمات الصهيونية مثل أحياء "روميما" و"تلبيون" و"سان هادريا".كانت مساحة مدينة القدس سنة 1931، 4800 دونم، وفي عام 1948 وقبيل إنشاء إسرائيل بلغت 20131 دونما.أما الآن فإن مساحة القدس الكبرى تبلغ 600 ألف دونم، التوسع الإسرائيلي في مدينة القدس الشرقية هو في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية (وليس الغربية) أي في الاتجاهات الشاملة للأراضي العربية الفلسطينية.بالمعنى الفعلي فإن المدينة المقدسة تعيش المرحلة الأخيرة من التهويد، وفعلياً بعد عشر سنوات لن يتبقى منها أي ملامح عربية. مؤخراً صدر قرار إسرائيلي بالاستيلاء على أسطح المحلات التجارية، وقرارات أخرى بتطبيق المنهج الإسرائيلي في المدارس العربية، وانتزاع الهويات من المقدسيين وإعطائهم بطاقات إقامة لمدة عشر سنوات (بهدف إلغاء مواطنتهم وتحويلهم إلى مقيمين)..لقد هُدمت أحياء في البلدة القديمة، حي المغاربة هُدم وتحول إلى ساحة المبكى، كما جرى هدم حارة الشرف (وتحولت إلى حي استيطاني) إضافة إلى مصادرة عقارات كثيرة داخل البلدة. لقد بدأت إسرائيل بانتزاع حجارة من أسوار القدس القديمة واستبدالها بحجارة نقشوا عليها رموزا دينية يهودية لإثبات الحق التاريخي لليهود في فلسطين. إسرائيل تقيم قبورا وهمية في منطقة السلودحة في حي سلوان، الإسرائيليون يعملون وفقاً لحقيقة "من يمتلك القدس بالضرورة يمتلك كل فلسطين".انطلاقاً من هذه الحقيقة فإن صلاح الدين الأيوبي وبعد انتصاره في معركة حطين في 4 يوليو 1187م، انتقل مباشرة إلى تحرير القدس، وكان ذلك في 2 أكتوبر عام 1187م ولم يذهب قبلها إلى تحرير أي بقعة أخرى في فلسطين. مؤخراً قامت إسرائيل بتمويل الاستيلاء على 219 عقاراً في البلدة القديمة من القدس و45 عقاراً في سلوان وغيرها. في إسرائيل جمعيات استيطانية كثيرة تعمل على تمويل المستوطنات وتتلقى الدعم الخارجي، وأشهرها "عطيرات كهانيم" و"شوفوبنيم" و"ألعاد" وغيرها.المشروع الأهم الذي تم تمويله قبل عدة أعوام هو بناء حي استيطاني في رأس العمود أطلق عليه اسم "معالييه هزيتيم" وهو لا يبعد سوى 150 متراً هوائياً عن المسجد الأقصى، ويشتمل على 132 وحدة استيطانية، إضافة إلى تمويل بناء حي استيطاني في ذات المكان سوف يحمل اسم "معاليه ديفيد" ويشتمل على بناء 104 وحدات استيطانية سترتبط بمعالييه هزيتيم بجسر. ندرك أن ليس بيننا المعتصم، بل نعيش زمن الردّة والإذلال.. ولكن عليكم بأضعف الإيمان... نحن بحاجة إلى إعادة تشكيل القيادة الوطنية الموحدة واللجان الشعبية في القدس لمواجهة الاحتلال.. قواته الهمجية وقطعان مستوطنيه البربريين... هؤلاء بحاجة إلى ردعهم بقوة النار والسلاح... وهذا أقل ما تجب معاقبتهم به... هؤلاء الأعداء للحضارة الإنسانية، وأمام كل ما سبق نوجّه السؤال إلى القائمين على السلطة الفلسطينية.. أما زلتم تتمسكون باتفاقيات أوسلو؟ ونوجه سؤالا ثانيا للأمتين العربية والإسلامية... الأقصى في خطر، وهو يضيع... فماذا أنتم فاعلون؟.