12 سبتمبر 2025
تسجيلمن خلاصة تجربة في إعلام الطفولة والناشئة تصل إلى حوالي خمس سنوات بشكل متواصل وعلى تماسّ مباشر، وتزيد عن ذلك إذا أضيفت لفترات متقطعة أخرى قبل ذلك، يمكن تسجيل عدّة ملاحظات مهمة وسريعة في هذا الجانب:1ـ انعدام أو ضعف الاهتمام بالجانب الإخباري في وسائل الإعلام الموجّهة لهذه الشريحة العمرية (الأطفال واليافعون) سواء أكانت مجلات أو مواقع إلكترونية أو قنوات فضائية أو برامج إذاعية وتلفزيونية. واقع الحال يشير إلى غلبة الجانب الأدبي (قصص سردية ومصورة وأشعار) أو الجانب المعلوماتي (أبواب علمية وثقافية وفنية) والترفيهي (تسالي وألعاب..). ومن الغريب عدم الاعتناء بهذا الجانب؛ رغم أن حاجة هذه المرحلة العمرية لاتقلّ عن حاجة الكبار لها، على اعتبار أن من أهداف الأخبار الصحفيه التعليم والتثقيف والترفيه. وهنا لابد من التنبيه إلى أمرين اثنين:ـ وفيما يخص تنمية المهارات وتطوير قدرات هذه الشريحة فالمفترض أن يكون الأطفال جزءا من عملية الخبر تقصيا وصياغة ونشرا، إذ من المهم أن يشرك الأطفال ويندمجوا في نتاج الوسيلة الإعلامية التي يتابعونها، وهو ما يضمن تفاعلا بشكل أكبر معها، واستمتاعا بصورة أفضل مع مخرجاتها. 2ـ صياغة وتقديم وعرض هذه الأخبار لايراعي خصوصية الأطفال، فالتحرير إما إما أنه يعاني من ارتجالية لأنه لايلتزم أيا من القوالب الصحفية المعروفة أو شكلا جديدا مولّفا منها، أو أنه يلتزم قوالب جافة صارمة كالهرم المقلوب، كما لا تحظى هذه الأخبار بعناية فيما يتصل بالمواد المصاحبة كالصور والأشكال التوضيحية والرسوم العادية والرسوم البيانية والأنفوغرافيك وغيرها، وهو ما يجعل من هذه الأخبار والتقارير جذابة مشوقة.3 ـ ما يتابعه إعلام الطفولة واليافعين يهمّ الجهات المبدعة والمنتجة كالكتّاب والمختصين والرسامين والمجلات ودورالنشر والفضائيات ومنتجي الأفلام، كما يهمّ الشرائح المستهدفة (الأطفال واليافعون وأرباب الأسر والمربون والمختصون)، ذلك أن هذا الإعلام يعنى بمتابعة المشاريع والمبادرات والفعاليات التي تهتمّ بالأطفال واليافعين وتعنى بهم، ورصد جديد الإصدارات من كتب ومجلات وبرامج وتطبيقات ومعارض ومهرجانات ومسابقات وجوائز تقديرية ورسائل علمية، وتقديم أصحاب المواهب المتميزة من الأطفال واليافعين وتوثيق نجاحاتهم، والسياحة في تجارب كتاب وفناني الطفولة والمختصين في هذا المجال، وتلخيص التقارير الخاصة بالإحصاءات والأرقام المتعلقة بالناشئة، وتسليط الضوء على صور المعاناة الإنسانية للأطفال وانتهاك حقوقهم، والتعريف بالمناسبات والأيام الخاصة بالطفولة، وغيرها من الأمور والموضوعات. من المهم في كل ماسبق أن يكون موجّها للطفل بصورة أساسية من خلال التقارير الصحفية والقصص الخبرية والحوارات والبرامج والمواد الإعلامية الأخرى، وإن كان الاهتمام بهذا الجانب يمكّن المهتمين والمختصين بالكتابة عن الطفل، من خلال البحوث والدراسات واستطلاعات الرأي. إعلام الطفولة واليافعين جانب بِكر ويشكو من نقص كبير سواء لجهة الدراسات النظرية أو التطبيقية، أو المنتجات والإصدارات.. ولأن الطفولة بكل جوانبها عنوان المستقبل، فإنها تستحق منا بذل الوقت واستفراغ الجهد بصورة أكبر وأكثر إتقانا.. فهل نحن فاعلون!