11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تساعدوا عدوكم

17 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليس غريبا على كيان الاحتلال الصهيوني أن يقوم بأي فعل عدواني تجاه الإنسان أو الأرض أو المقدسات العربية والفلسطينية، لأن غاية وجود هذا الكيان أن يقوم على أرض محتلة وأن يكون لهذا الفعل ضحايا وأثمان يدفعها الآخرون، وعبر حوالي قرن من الزمان أي منذ صدور وعد بلفور عام ١٩١٧ وحتى اليوم عملت الحركة الصهيونية ومن ثم كيان الاحتلال كل أشكال الإجرام بحق الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي ذاق مرارة اللجوء والنزوح والموت والاحتلال وضياع الأرض والمقدسات، ولهذا فمن الطبيعي أن نرى الاعتداءات الصهيونية المتتالية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.وحكاية المسجد الأقصى مع الاحتلال طويلة وهي عنوان التحدي لرواية دينية صهيونية فشل هذا الكيان في إثباتها وهي حكاية الهيكل المزعوم الذي ترى فيه الحركة الصهيونية جزءا من شرعيتها في الوجود على أرض فلسطين، ومنذ الأيام الأولى لاحتلال القدس والأقصى في يونيو عام ١٩٦٧ بدأت الجهات الصهيونية في عمليات الحفر تحت الأقصى بحثا عن هذا الهيكل، وحتى اليوم أي بعد خمسين عاما لم تصل هذه الحفريات إلى نتيجة ولو وجد الصهاينة أي شيء لسعوا في كل أرجاء الدنيا للحديث والإعلان، لكنها حكاية مزعومة، ومع ذلك فإن حالة الحقد تجاه الأقصى بقيت موجودة وتعبر عنها سلطات الاحتلال بكل أشكال الاعتداءات والاقتحامات والمخططات التي يسمع عنها الجميع ومنها العمل على تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا بين المسلمين واليهود، وهو جزء من المحاولات للحصول على أي جزء من الأقصى خدمة للرواية الدينية الصهيونية التي لم تجد أي دليل مادي يؤكدها.وفي الأيام الأخيرة عادت سلطات الاحتلال إلى مزيد من الاستهداف للمسجد الأقصى، وكانت الاقتحامات والاعتداءات، وعاد ملف القدس ساخنا حاضرا على الأجندة العربية والفلسطينية، وهي عودة لن تكون الأخيرة ما دام الاحتلال موجودا ومستمرا في تنفيذ مخططاته العدوانية.ملف القدس ليس ملفا فلسطينيا فقط، بل ملف عربي إسلامي، لكننا في زمن الانكفاء على الذات عربيا، فلكل دولة أزمتها ومشاكلها الكبرى التي تغرق بها، وأتحدث هنا عن الدول العربية المعنية، فمصر غارقة في ملفات الاقتصاد والعنف وإرهاب داعش في سيناء وحالة ضعف الاستقرار السياسي، وسوريا تعيش أزمتها التي لا ندري إن كانت ستخرج منها، وكذلك الحال في كل دول الإقليم، لكن التحدي الكبير يقع على عاتق أهل فلسطين وسلطتيها في غزة ورام الله، فهذان الطرفان عليهما ألا يستمرا في عملية مساعدة عدو فلسطين عمليا بغض النظر عن النوايا، فليس معقولا أن يكون الشعب الفلسطيني يعيش تحت كل هذه التحديات والمخططات، والقوى الفلسطينية تفشل في أن تتحول من حالة الانقسام، بل استهداف كل طرف للآخر.وليس معقولا أن مناطق الضفة وغزة التي تعيش تحت هيمنة الاحتلال فيها حكومتان وأجهزة أمنية مزدوجة، وما يتبع كل هذا من حروب سياسية وإعلامية، وعمليات اعتقال من كل طرف للآخر، فأي نموذج يمكن أن يقدمه أهل القرار الفلسطيني للعالم العربي والإسلامي عندما تطالبه بالوحدة والموقف المشترك بينما تغيب الوحدة والموقف المشترك عن الطرف الفلسطيني الرسمي!!.في الأمثال الشعبية الفلسطينية "أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، لكن الحال الفلسطيني عكس هذا، لأن ما يفعله أهل القرار الفلسطيني أنهم يقدمون خدمات مجانية كبرى للاحتلال، لا أتحدث عن النوايا، بل عن محصلة الفعل والواقع، لأن كل ما تفعله الحالة الفلسطينية هو تسهيل مهمة الاحتلال عمليا حتى لو كانت النوايا غير ذلك، فالمحتل يفعل ما يريد بينما الفعل الفلسطيني داخلي وموجه من كل طرف للآخر، لا تساعدوا عدوكم، فلديه من مقومات القوة ما يكفيه، وما قيمة كل أنواع السلطة والألقاب واستعراضات الأسلحة إذا كانت عاجزة عن ردع المحتل.