27 أكتوبر 2025

تسجيل

إفشاء السر و"العقار"

17 سبتمبر 2014

ظاهرة مزعجة تلك التي استشرت في مجتمعنا وبدأت تؤثر على سلامة وسير الحياة الاجتماعية بين سكان المعمورة هذه الظاهرة هي "العقار" اي النميمة ومنها افشاء الاسرار للتقليل من مكانة شخص ما للحد من عطائه او تميزه على الاخرين مما يجعله عرضة للقيل والقال اي النميمة و "العقار" من خلال إفشاء السر الذي يعد من المحرمات لأنه يؤدي إلى ضرر، فالخيانة والغدر وعدم الوفاء أمور معروفة بأن الإسلام ينبذها ، قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".. إفشاء الأسرار كما يعرفه القانون هو الإفضاء بوقائع لها الصفة السرية من شخص مؤتمن عليها بحكم وضعه أو وظيفته أو مهنته، وهناك مهن مهمة لا يجوز فيها كشف الأسرار التي تصل إلى علمهم أثناء ممارستهم لمهنتهم كواجب أخلاقي تقتضيه مبادئ الشرف والأمانة، ليس فقط لحماية صاحب السر ومكانته ومركزه وشرفه، بل وأيضاً لصيانة المصلحة العامة في المجتمع، وعدم تعريض سمعة المهن والمراكز السامية النبيلة للإهانة أو لعدم الثقة والاحترام. اما "العقار" اي النميمة، فهذه عادة سيئة لا اعرف كيف يحلو للبعض ممارستها بشغف فينقلون اقوالا عن شخص نقل عنه كلام غير مرغوب فيه فيقول: تكلّم فلانٌ فيك بكذا وكذا، وكثير ما يكون ًذلك النقل متعلّقا نقصاناً أو عيباً في المحكي عنهً لكراهته له، وإعراضه عنه. كان ذلك راجعاً إلى الغيبة، فجمع بين معصية الغيبة والنميمة، وهي من أنواع إفشاء السّر وهذا داءٌ خبيثٌ يسري على الألسن فيهدمُ الأسرَ، ويفرّقُ الأحبّة، ويقطعُ الأرحام. لا ننكر ان هناك فئة من المجتمع يعمدون الى هذه العادة السيئة، فلا يفلت منهم احد إلا وحقروه واغتابوه حبا في الشماتة والتشفي، قال الحكماء : ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها: شرب السم للتجربة، وإفشاء السر إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة، ويروى: أصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة التقلب يوما ما.. وقال بعض الحكماء : القلوب أوعية الأسرار، والشفاة أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل منكم مفاتيح سره.علاج النميمة يكمن في البداية بالرُّجوع إلى دوافع النَّميمة وهي من الكبائر التي تؤدّي إلى شدّة العذاب في القبر، قال تعالى في النمامين و"العقارين" "همَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" وقوله عز وجل "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" وسلامتكم