18 سبتمبر 2025

تسجيل

التجربة الألمانية

17 سبتمبر 2013

دائما ما يقال ونسمع أن للسفر سبع فوائد، وأنا اردد أن للسفر سبعين فائدة وليست سبعا فقط وبالأخص إذا كنت من صاحب الهوايات ويمثل لك السفر هواية شخصية وليست فقط من الجانب الترفيهى ولكن من أجل الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى سواء كانت بالدول العربية أو الآسيوية أو الأوروبية فلكل منها ثقافة وطقوس وسلوكيات فى حياتهم من كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، ومن خلال السفر نستطيع أن نتعرف على أهم ثقافة هذه الشعوب ونقل كل الجوانب الايجابية وتتمنى أن تراها فى وطنك وتمارس بين أبنائه وخاصة أن تقدم العديد من الدول الأجنبية ونخص هنا الشعب الألمانى وذلك من خلال زيارتها أكثر من مرة ومنها الاعتزاز باللغة الأم لديهم وهى اللغة الألمانية فى كل معاملاتهم، وقد يتقن الكثير منهم اللغة الانجليزية ولكن لا يستخدمها معك إلا للضرورة القصوى وبعد شعوره بأنه مضطر إلى استخدامها معك وأنك لا تتحدث اللغة الألمانية، فيجبر على تحدث اللغة الانجليزية حتى تنهى معاملتك معه. ولكن البعض منهم إذا كنت لاتتحدث اللغة الألمانية وملم هو باللغة الانجليزية ولكن لايتحدثها معك وحتى لو ما انتهت معاملتك معه وذلك كله يرجع إلى اعتزازهم بلغتهم، واضافة إلى ما يدهشك ويثير انتباهك مدى اعتزاز كل منهم بوظيفته ومهنته التى يقوم بها وليس الهدف لديهم من العمل بالمسمى الوظيفى أو الدرجة الوظيفية ولكن بقدر حجم الانتاج الذى ينجزه من خلال هذه المهنة وسواء كانت إدارية أو فنية وهذا ما نأمل أن تصل إليه مجتمعاتنا العربية وغرسها فى نفوس الأجيال القادمة الاعتزاز باللغة الأم لدينا وهى لغة القرآن الكريم ولا يمنع تعلم لغات ثانوية أخرى تماشيا مع الحراك الثقافى وبالمهنة التى يقومون بها والتى تحقق أكبر قدر ممكن من الانتاجية للجهة الحكومية وللوطن بشكل عام. وما نشير إليه عن الشعب الألمانى من جهة أخرى الاتقان فى العمل على أكمل وجه يقوم به وليس فقط كما هو لدينا نعمل من أجل الراتب نهاية الشهر ولكنه لا ينهى العمل أو المهمة حتى يكملها بالصورة النهائية والتى تود أن تراها أو تتسلمها نهاية الأمر وإذا كان يتحدث معك فى معاملة تتعلق بك أو خدمة سوف يقدمها لك من خلال عمله فلا يشغل نفسه بأى عمل آخر حتى ينجز خدمتك ولا يسمع لأحد غيرك أثناء ما يتحدث معك فى معاملتك، ولو القينا الضوء على أهمية وقيمة الوقت لديهم فى معاملاتهم طوال الوقت والالتزام بمواعيد العمل منذ بدايته وحتى نهايته ومنها حدة الالتزام معهم إذا تم اعطاؤك وقتا محددا فتجبر على الالتزام به بالدقيقة وسواء كانت مواعيد رسمية أو قطارات أو جهات حكومية أو مواعيد طبية والوقت لديهم كالسيف فى استخدامه بشكل صحيح. وما يلفت الانتباه من زاوية أخرى الصدق والمصداقية فى الحديث والحوار هو أساس معاملاتهم وأيا كان الموقف الذى أنت فيه فليس هناك أى سبب للكذب أو عدم ذكر الأسباب الحقيقة فى الحديث أو المشكلة، وهذا ما نأمل الوصول إليه فى معاملاتنا الأخلاقية والعملية، وإذا أضفنا ما يمتاز ويتفوق به الشعب الألمانى هو الاحترام الصارم للقانون وتطبيقه فى كل شؤون حياتهم وليس هناك ما يسمى بالواسطة ولا المحسوبية فى تطبيق القانون وخاصة خطوط سير المركبات واحترام الاشارات وعبور المشاة، وماعرف عن الشعب الألمانى لديه قدرة عالية على العمل وتحمل ساعات وضغوطات العمل وربما تتجاوز ساعات العمل الاثنتي عشرة ساعة واضافة إلى اعتماده الكلى على نفسه فيما يتعلق بأداء المهام اليومية والمنزلية والفنية فهو شعب يعشق العمل من أجل العمل نفسه، وما يلفت انتباهك وأنت فى ضواحيهم عشقهم لممارسة الرياضة بكل أشكالها المختلفة فالرياضة والطاقات الايجابية يمارسونها فى كل مكان وبطرق متعددة تثير دهشتك على حبهم لها وتعتبر جزءا لا يتجزأ من برنامجهم اليومى إلى جانب عشقهم للقراءة والاطلاع بكل المراحل العمرية وفى أى مكان تذهب إليه تجد الغالبية منهم يقرأ، وأقوى ما تشاهده فى شوارعهم الثقة بالنفس التى تجدها فى ذوى الاحتياجات الخاصة فى الطرق العامة وممارستهم حياتهم الطبيعية وحالهم حال الأسوياء واعتمادهم الكلى على أنفسهم وكل على حسب اعاقته يتعامل ويتكيف معها ويستمتع بالحياة ولا كأنه معوق ولاشيء يعوقه وما تم ذكره هذا القاء الضوء على بعض الجوانب الايجابية التى تم رصدها من خلال زيارتها وما نأمل أن نراه سلوكا يتبع بين مجتمعاتنا بالصورة التى رأيتها ورغم كل ما يقومون به من تطبيق هذه السلوكيات فهو مذكور فى ديننا ولكن الغرب يطبقونه فى حياتهم فنجحوا وتفوقوا ونحن لاينقصنا شيء حتى نطبقه وبصورة أفضل منهم حتى تتغير حياتنا بالصورة التى نأمل لها ونحن قادورن على ذلك