15 سبتمبر 2025
تسجيلأنا حاليا مسافرة وقد قمت بجولة سياحية أوروبية حتى استقر بي الرحال حاليا في تركيا الجميلة طبيعة وأجواء وتحديدا في مدينة طرابزون الساحرة بكل أشكالها وبالطبع شهدت أعدادا غفيرة من السائحين العرب والخليجيين هنا وكأن تركيا قد خلت منهم إلا في طرابزون من كثرتهم وتجوالهم هنا وهناك حتى أنني عذرت أهلها إن تضايقوا من تواجد مئات الآلاف من السياح في مدينتهم ولكن على العكس لم أجد هنا ما يمكنني أن أصدق ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد وقصص عن العنصرية التي تحدث للعرب من قبل أتراك عنصريين يكرهون أن يتواجد العرب بينهم فالجميع تراه في حاله كما يقولون لا دخل له بالآخر ومعاملتهم طيبة واستقبالهم لنا بشوش لا يشوبه أي منغصات سواء في الشارع أو المولات أو حتى عند التعامل المباشر في المحلات والمراكز التجارية وهي ميزة ألاحظها في كل مرة أسافر إلى طرابزون بالذات، ولذا فلا يمكن التعميم والذي يكون لغة الجهلاء على جميع الشعب التركي الذي أتعامل مع شرائح كبيرة منه بشكل يومي حاليا وعلى مدار أكثر من شهر حتى الآن بحكم العمل والسياحة معا على أنه شعب عنصري يمكن أن يشبهه أي شعب في العالم فيه من الصالح والطالح معا وهو أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الأرض، ولذا فإنني أبحث عما يمكن أن يجعل من أهل البلد عنصريين إن لم أكن أنا أيضا أمتلك من الصفات التي تثير فيهم هذه العنصرية والكره لنا. وكيف يمكنني كمواطنة خليجية وعربية أن أثبت حسن أخلاقي في كل بلد أزوره وأمثل العرب خير تمثيل ليكون صدى السمعة عن العرب جيدا وحسنا وهو أمر يجب أن يلتفت له العرب حين يسافرون وإلا فكما عممنا على تركيا بأسرها أنها ذات شعب عنصري وكاره للعرب فإن شعبهم يمكن أيضا أن يعمم أن العرب جميعا ذوو أخلاق سيئة وذلك من تصرفات البعض ممن لا يمثلون العرب فردا فردا، وعليه إن حرص كل فرد منا على التعامل الطيب وتمثيل نفسه خير تمثيل فأعتقد أنه يمكن أن يحسن الصورة بشكل ممتاز لأنني فعلا أواجه مواقف بصورة شبه يومية لخليجيين وعرب في المطاعم والمتنزهات الطبيعية يسيئون لأنفسهم ويسيئون لنا كخليجيين وعرب، فالبارحة على سبيل المثال كنت أتناول غدائي مع والدتي في أحد المطاعم الشهيرة في طرابزون وصُدمنا بالأصوات العالية والإزعاج من إحدى العوائل الخليجية التي كانت قد أنهت وجبة الغداء ومع هذا سمحت لأبنائها بالتجول بشقاوة بين الطاولات وإزعاج كل نادل يقوم بخدمتهم أو خدمة الطاولات المليئة الأخرى بزبائن، ناهيكم عن أصوات النساء العالية وكأن هذه العائلة الكبيرة تجلس في صالة بيتهم وليس في مطعم كبير له رواده من غيرهم وليس مملوكا لهم وحدهم وسط ضيق بدا جليا على أصحاب المطعم الذين ضاقوا ذرعا بهم خصوصا وأن بعض أكواب الشاي قد سقطت وأحدثت إزعاجا فوق إزعاجهم فلكم أن تتخيلوا الأجواء التي طغت على المكان وسط رحيل بعض العائلات التركية من المكان والتوجه لجانب آخر من المطعم بعيدا عن صخب هؤلاء الذين نستاء منهم أن يكونوا خليجيين وعربا منا وهم يفتقرون لأقل أنواع التهذيب، فكيف نتوقع من الأتراك أنفسهم أن يغالبوا ضجرهم منا إن كان مثل هؤلاء لا يراعون أدب الحضور ويا غريب كن أديبا كما هي جملتنا الشهيرة لكل الوافدين في دولنا الخليجية والعربية؟! فعرّفوا على أنفسكم بصورة لائقة لنتوقع من الآخرين أن يعاملونا بصورة طيبة ولنحرج العالم بأخلاقنا قبل أن ننتقد أخلاقهم ضدنا بالصراخ والانتقاد كما تظهر لنا المشاهد التي نراها فيعطي بعضنا الحق لأصحابها بينما يمنعه آخرون عنهم. وصدقوني أن طيب الأخلاق إنما تمثل مكارم أخلاق العربي المسلم فإن التزمنا بها فإنما فعلنا ما فُطرنا وتربينا عليه بغض النظر عن حسن أو سوء أخلاق الآخرين أمامنا وهذا موقف ضمن الكثير من المواقف التي يظهر فيها الخليجيون والعرب بصورة سيئة في سفرهم وكلنا يعلم ذلك.