17 سبتمبر 2025

تسجيل

بيـــن التــرغيــب والتــرهيـــب حــرف واحـــد!

17 أغسطس 2022

المدارس على الأبواب وتحديدا يوم الأحد القادم والموافق 21 أغسطس ولا يبدو أغلبية الطلاب وقطاع المعلمين والمعلمات على وفاق مع العودة السريعة للمدارس وشعورهم بأنهم لم يقضوا إجازة صيفية كافية يعوضون بها ما عانوه طيلة العام الدراسي المنصرم الذي كان طويلا ومكثفا ولكن وحتى الإعلان الرسمي عن خارطة طريق دوام المدارس خلال فترة إقامة كأس العالم الذي سوف تنطلق صافرة البداية فيه يوم 20 نوفمبر القادم بمشيئة الله بافتتاحية مباراة منتخب قطر ونظيره منتخب الإكوادور في استاد البيت المونديالي وينتهي في 18 من ديسمبر من العام الجاري في استاد لوسيل والذي سوف يحتضن النهائي المثير للبطولة في اليوم الوطني الرسمي لدولة قطر يبقى الحال على ما هو عليه والبعض يبدو متحفزا لبداية عام جديد بينما يبدو على الأغلبية شعور بالتراخي لا سيما من الطلاب الذين يرون الدراسة عبئا ذهنيا وجسديا ولذا دعوني أتكلم على قطاع المعلمين والمعلمات وهو القطاع الذي يلقى للأسف نفورا من جانب المواطنين أو حتى المواطنات للالتحاق بسلك التعليم لدرجة أن منهم من ينتسب كمعلم أو معلمة وسرعان ما يقدم استقالته وكأنه الهارب من الحرب تاركين وراءهم علامات استفهام كبيرة في سرعة الدخول والخروج من هذه المهنة التي باتت في نظر الكثيرين وأدا للمعلم والمعلمة سواء أثناء الدوام الدراسي أو بعد الانتهاء منه والمغادرة إلى البيت حيث اعتبر من التحق بمهنة التعليم منهم بأن المدرسة تلاحقهم حتى البيت وتأخذ وقتا إضافيا من الوقت المحدد لأنفسهم وعائلاتهم حيث يقضونه في التحضير لليوم التالي والتصحيح والتفكير بطرق دراسية ابتكارية للطلاب أو الطالبات تلزمهم بها الوزارة ناهيكم عن مهنة التدريس التي باتت في نظر هؤلاء عبئا يمثل لهم عقدا نفسية من خلال الطلبات التي لا تنتهي من الوزارة في طرق التدريس والمحاور التي يجب الالتزام بها والتطوير منها وهذا كله يعتبره المعلم والمعلمة أعباء إضافية إلى جانب ممارسة التدريس والتحضير للمواد بحسب المعايير التي تطلبها وزارة التربية والتعليم وكل هذا وذاك أعطى الضوء الأخضر لكثير من المعلمين والمعلمات لاختيار أسرع الطرق وأقصرها للفرار من هذه المهنة التي باتت تكبدهم مشاق فوق مشاق التدريس بحد ذاته للأسف!. قضية عزوف القطريين عن العمل بمهنة التدريس قضية عالقة لم تلق حلا حتى الآن وحتى مع التشجيع المادي والمعنوي لهم للاستمرار بها فإن القطريين لا يبدون مستعدين لخوض غمار هذه المهنة التي تتطلب إلى جانب التكفل بأعباء التدريس والتحضير فإن الأعباء الإدارية تمثل لهم جانبا مظلما يضاف إلى واجبهم التعليمي وهو أمر لا يفضله هؤلاء وبالنظر إلى زيادة مخرجات كلية التربية التي تتيح لخريجيها الالتحاق بالعمل في المدارس كمعلمين وإداريين فإن هناك خلخلة في زيادة عدد خريجي كلية التربية وقلة الالتحاق بسلك التدريس أو اختيار الوظائف الإدارية التي يعتبرها مثل هؤلاء أنها أخف الضررين ولا تلتزم بالمعايير الصارمة للوزارة التي تقرها على قطاع المعلمين مثل حضور الورش التي يكون وقتها خارج وقت الدوام الرسمي للمدرسة وتمتد حتى ساعات المساء الأولى ويكون حضورها أمرا إلزاميا على جميع المدرسين والمدرسات وهذا بحد ذاته جهد كبير ومضاعق يجب على المعلم أن يقدمه ويقوم به مبتسما، ناهيكم عما يتحملونه من عدد الحصص الكثيرة التي يحملها المدرسون والمدرسات على عاتقهم حسب الجدول الدراسي الموضوع لهم بجانب حصص الاحتياط وما إلى هذه الأمور التي تجتمع ليس لجذب المعلمين أو المعلمات القطريين لامتهان مهنة تعد من أقدس المهن وأكثرها رسالة وواجب ديني وتربوي ووطني وإنما لترهيبهم بعيدا عنها ولذا يجب على الوزارة بالتعاون مع كلية التربية بجامعة قطر أن يقدموا حلولا ناجعة لترغيب المواطنين بالتدريس وأسلوب التدريس الصارم الذي بات عقيما في ظل الاستفادة من تجارب غربية أثبتت نجاحها سواء للمدرس أو التلميذ فهل نجد من يمكنه أن يرمي حجر الأساس في هذا الطريق ؟!. [email protected] @ebtesam777