03 أكتوبر 2025

تسجيل

الصلاحيات قبل الانتخابات

17 أغسطس 2021

ما شهدته بلدنا العزيزة من أحداث خلال الأيام القليلة الماضية وبعد إصدار قانون الانتخاب لأول مجلس تشريعي في الدولة، جعلني أعود سريعاً لصلاحيات المجلس المنتظر وأقارنها بتكلفتها الاجتماعية، فوجدت أن ما سوف يمثله المرشح قليل جداً بما قد يتكلفه أو يتوقعه الناخب، لذلك فتكلفة الانتخابات الاجتماعية والاقتصادية أكثر بكثير من مردود المرشح مهما كان مؤهلاً. لقد جاءت هذه الانتخابات كرغبة أميرية صرفة لم يسبقها طلب فعال، ثم إن صلاحيات المجلس القادم، كما ذكرت، لا تتناسب وحمى الانتخابات وإرهاصاتها، فهو غير قادر على مساءلة رئيس السلطة التنفيذية، وحتى مساءلة أو استجواب الوزراء وطرح الثقة فيهم تتطلب إجماع ثلثي المجلس وهو أمر من الصعوبة بمكان، كذلك ديوان المحاسبة ورئيسه خارج إطار سلطته، بل أكثر من ذلك حتى السكرتير العام أو أمين المجلس يعين بمرسوم وليس للمجلس أو رئيسه أن يختاره. إذاً فهو ذاك المجلس السابق إلا بعض الرتوش الزائدة. فالتضخم والاحتشاء سيصبح في داخل المجتمع وليس في بنية المرشح. إلى جانب كل هذا ما أحدثه قانون الجنسية من لغط وخلاف وهو أمر طبيعي لو لم يتجاوز الحدود التي يكفلها القانون، الأمر الذي سمَّمَ جو التآلف الاجتماعي الذي تنعم به قطر من زمن طويل، وبالتالي سطعت شمس القبيلة وخفت نور الوطن، أعتقد أننا لا نزال مغرمين بفكرة الانتخابات أكثر من الوعي بأهمية وقتها وظروفها، اعتقاداً منا إذا جاءت الانتخابات حضرت المشاركة الشعبية في أزهى حللها، ما مر به المجتمع خلال هذه الأيام القليلة الماضية عظيم جداً فيما يتعلق بتجديد الوعي وإدراك الواقع وإمكاناته، لو لم يُفَعل سمو الأمير مشروع إنشاء مجلس شورى منتخب، لم يطالبه المجتمع بذلك، فهو بالتالي منحة، ثم إن الفرق سيكون كبيراً بين العضو المعين والعضو المنتخب لو أن الصلاحيات الممنوحة للأعضاء، صلاحيات تسمح ببروز الكفاءة والخبرة وكاريزما الأداء، لكن كما ذكرت فصلاحياته محدودة جداً وسيتماثل فيها الكفء وغير الكفء، لذلك أنا أعتقد بعد مرور المجتمع بهذه الإرهاصات وبعد التمعن في اختصاص المجلس وسلطاته، فإن الأنسب للمجتمع في هذه الفترة هو أسلوب التعيين الراشد الذي يتقصى في العضو الكفاءة والأمانة وحسن السيرة ولو أعطي مجلس التعيين مناقشة الموازنة ومساءلة الوزراء وطرح الثقة فيهم بشروط المجلس المقترح لتساوى الاثنان وخرجنا من عمى الصناديق وعدوى القبلية وتفخيخ المستقبل، ليس تراجعاً ولكن إحساس بالواقع وصلادته ووعورة القفز عليه أو إمكانية السير باطمئنان فوقه وهو لا يزال لم يُمهد بشكل يجعل من الانتخاب تفويضاً ومن الترشيح مسؤولية بحجم الجبال. [email protected]