13 سبتمبر 2025

تسجيل

البنــاء أصعـب من الهـدم !

17 أغسطس 2021

ولن نمل حتى يملوا ولن نهدأ حتى يهدؤوا ولن نسكت حتى يخرسوا! نعلم بأننا حين فكرنا بالإعلان عن قيام مجلس شورى يُعين بانتخاب شعبي أن معوقات قد تطرأ لتحقيق هذا الحلم، وكلنا شهدنا ما شهدناه مؤخرا مما أسميتها وسوف أظل أسميها زوبعة في فنجان، والتي طرأت مؤخرا في مجتمعنا وتناولها كثيرون من وجهة نظرهم إما بعقلانية في تناول مجرياتها ومسبباتها، أو بمبالغة امتزجت بكثير من الإساءة لا سيما وأن هؤلاء قد فتحوا أبوابا من الخارج انطلقت أبواقها المشؤومة على قطر حكومة وشعبا بسبب هذه الزوبعة التي ما كان لها أن تكون وتجر علينا كل هذه التبعات المسيئة لو أخذ أصحابها جانب الحوار، وهم يستطيعون ذلك ويستطيعون أيضا إيصال شكواهم إلى من سوف يستمع ويقرر ما فيه مصلحة البلاد والعباد، ولكن حدث ما حدث وخلال يومين إلى ثلاثة كانت الأمور بحمد الله وفضله قد انتهت بهدوء وبالتراضي الذي أعلن عنه من وُصفوا بالمعتصمين، ومع هذا كان لنا أن نرصد من كان يمني النفس المريضة في داخله أن يتطور الموضوع ويدخل البلد بعدها في فوضى تسودها الفتنة والشقاق بين قبائل قطر وقطع حبل الثقة بين الشعب والحكومة، وإلى غيرها من هذه السيناريوهات المختلة التي كان لأصحابها أن يتمادوا في تخيلاتها اعتباطا وليس جزما لأنهم يعلمون أن دولة قطر وُلدت لتبقى متماسكة ويظل حبل الود والثقة والإيمان بالقيادة متينا، وإن حاولوا التضليل في وسائل إعلامهم الصفراء بعكس ذلك، ولذا فإن محاولاتهم المستمرة حتى اليوم بتأليب الرأي العام نحو هذه القضية معركة خاسرة لا سيما وإن الداخل فيها ممن عرفوا بالتلون والمراوغة وأينما كان الريال والدرهم فهم موجودون معه. هم من يحاولون بلباقة اللسان والصوت العالي الذي يغلب نبرتهم الخالية من أي حجة مقنعة أن يوهموا سواء الذين أحدثوا المشكلة أو ممن راقب الوضع عن قرب أن ما حدث ليس ضريبة الديمقراطية المدنية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار كما يفكر بها العقلاء، وهي كذلك حقا، وإنما لها مآرب أخرى فقط ليسود المجتمع حالة من عدم التوازن والارتباك والتشكيك في أن هذه القضية لم تنته فعلا وإنما لها فصول أخرى، إما ستظل مخفية أو تظهر للعلن لا يهمهم في هذا سوى أن يبقى المجتمع في حالة من عدم الاستقرار ولا بأس إن وصل الأمر لدرجة الغليان كما يتوهمون، ولكن خبتم وخابت مساعيكم فكل ما ترمون له سيظل مختزلا في قلوبكم السوداء ويداعب مخيلاتكم المريضة التي لا يمكن أن تفكر بشكل إيجابي إلا إذا تحقق كل ما تفكر به من إثارة بلبلة فارغة في المجتمع وبين أبناء الوطن الواحد. نحن بخير وديرة العز (قطر) بألف خير ودعكم من كل الأصوات النشاز التي تعلو حينا وتخفت أحيانا أخرى، ونحن في بلادنا ننعم بحرية تجعل الجميع على وئام وصفاء ذهني يمكنه من دراسة الوضع بتأن دون الحاجة لسماع كل هؤلاء ممن لم يكن ليقولوا ما يقولونه، وهم داخل الدولة لثقتهم بأن البلد لا يمكن أن يسمح لمن يثير النعرات القبلية أو الطائفية بين أبناء الوطن الواحد أن يهمس بحرف واحد وهو داخله، فهذا لا يمكن أن يعد من خانة التعبير الحر وإنما يصب في مستنقع الشقاق الذي لن نقرب منه ولا أنملة واحدة، ليس لأنه بعيد عنا فحسب ولكن لأننا نمتلك إيمانا عميقا بأن الله مع المؤمنين بميثاقه في الوحدة ونبذ العرقية وعدم المساواة ثم بقيادة لم تبن دولة عظيمة مثل دولتنا إلا لأنها على ثقة بأن شعبها عظيم يبني معها ولا يهدم أبدا فلطالما كان الهدم أصعب كثيرا من البناء!. [email protected] @ebtesam777