16 سبتمبر 2025

تسجيل

النظافة الشخصية والعامة

17 أغسطس 2015

في إحدى عواصم دولنا العربية تكدست الأوساخ ومخلفات الباعة المتجولين بشكل لا يمت بأي حال من الاحوال للسلوكيات السوية، رغم ان مواطني هذه الدولة شديدو الاهتمام بالنظافة الشخصية في الغالب الاعم، وتُشْتَهر نساؤهم بالأناقة والزينة، والبخور جزء اساسي من ثقافتهم وعاداتهم الجميلة، ومن يرى صورة تلك الأطنان من المخلفات والأوساخ التي ذاع صيتها بمواقع التواصل الاجتماعي قد لا يخالجه الشك في أن تلك مدينة للأشباح. قبل سنوات كنت في احدى الحافلات الحمراء الشهيرة في عاصمة الضباب لندن، والتي تفرد بعض المقاعد المميزة لكبار السن وذى الاحتياجات الخاصة، كان شاب مفتول العضلات ذو صوت جهوري يحادث احدهم بهاتفه الموبايل غير مكترث بمن حوله، وبين الفينة والاخرى يفض (حبة حلو) ويبرم تغليفتها ومع ترانيم صوته وقهقهاته يرمي بها في ممرات الحافلة، فتقوم احد المسنات تباعا لتلتقطها وتخرج كيسا من حقيبتها وتضع فيه تلك المخلفات، للدرجة التي حسبت بها عاملة نظافة خصيصا بتلك الحافلة.. وحينما تكررت مشاهد آخر كالشاب الذي يخرج كيساً من جيبه ليلتقط فيه مخلفات كلبه، الذي يقوم بتمشيته في احدى الحدائق العامة ترسخت لي قناعة، أن النظافة العامة سلوكيات راسخة عند الشعوب الاوروبية على وجه الخصوص. رغم ان ديننا الحنيف يحضنا على النظافة وربطها بالإيمان. تلك المخلفات ان وجدت طريقها للتدوير لأنتجت أموالا ليست بالقليلة، ولو حُضَّت الهمم لتحول بعضها لأدوات لتزيين الشوارع والبيوت، وكثير من الفؤائد، ولكن ان ترمى بتلك الطريقة للدرجة التي تتكوم وتكون عالة على تنفس المدينة، ووصمة عار على جبين تلك العاصمة فإن الأمر برمته يحتاج لوقفة جادة لتدارس هل هو قصور في الانظمة والقوانين التي لا تعير اعتباراً لمدنها لتكون نظيفة ام اصلا لا توجد قوانين ملزمة، للمحافظة على الأمكنة العامة. وبرغم قناعتنا ان القوانين والانظمة ومهما كانت فاعلة وقوية لن تلجم مثل هذه السلوكيات، فإن ذلك مما يحتم اعادة صياغة الانظمة التربوية لتدخل النظافة العامة ضمن منهاج الدرس، منذ نعومة الأظفار ليحرس الناس امكنتهم الخاصة والعامة بنفس المستوى. همسة: متى تبقى النظافة فلسفة حياة وسلوكيات يومية؟