14 سبتمبر 2025

تسجيل

دول الخليج والربيع العربي

17 أغسطس 2013

هناك من يتساءل عن مدى امكانية حدوث ربيع عربى لدول الخليج. وفى الحقيقة فان الناظر حاليا وبكل موضوعية وأمانة الى دول الخليج، يمكنه وبكل انصاف القول بأن الربيع العربى وقف عند شواطئ الخليج ولن يستطيع الوصول الى اراضيها. فدول الخليج أدركت مطالب شعوبها منذ أمد طويل قبل بداية الثورات العربية. ولو نظرنا الى السياسة التى يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ قيادته للمملكة عام 2005، سنجد بأنها هى دليل واضح على رغبة المملكة في استكمال عمليات الاصلاح والبناء برغبة صادقة، لتحقيق آمال الشعب السعودى وطموحاته. والكويت التى صاغت دستورها منذ اربعين سنة، اى قبل الربيع العربى بعشرات السنين، كانت قد بدأت عمليات الاصلاح منذ بداية الستينيات، وهاهى تستكمل اصلاحاتها وفق ما يجمع عليه الشعب والقنوات التشريعية والتنفيذية. وفى دولة الامارات العربية المتحدة، فان المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان، واخاه المغفور له باذن الله، الشيخ راشد بن مكتوم، واخوانهما حكام الامارات، حققوا أكبر عملية اصلاحات ووحدة بين الامارات العربية خلال القرن الماضي. وهاهى الامارات بعد ان كانت بلدا صحراويا، فان الناظر اليها سيجد انها حققت معجزة كبرى على كافة الميادين. وقبل ما يقارب 13 عاما، دشن الملك حمد بن عيسى مشروعه الاصلاحى فى البحرين، ليكون طريقا واضحا لتحقيق الانجازات على المستوى السياسى والاقتصادى والاعلامي. وهاهى بذور هذه الاصلاحات تتحقق، ويشهد لها الجميع في الداخل والخارج. وفى عهد السلطان قابوس، قامت السلطنة بتنشئة وتنمية الانسان العمانى اولا، حتى يكون قادرا على ادارة بلده في المستقبل. وخلال فترة بسيطة تحولت عمان الى بلد سياحى واقتصادي، بفضل سواعد أبناء عمان. واستكمل السلطان قابوس مؤخرا العديد من الاصلاحات التى بدأها من توليه العرش السلطاني، ليسبق الربيع العربى باصلاحات وانجازات سيتذكرها الانسان العمانى بكل فخر. ومنذ تقلد صاحب السمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الحكم منتصف التسعينات، بدأت الدوحة اصلاحات اعلامية وسياسية واقتصادية شهد لها الجميع بالنجاح. فمثلا وفي عام 1996 تم تدشين قناة الجزيرة، وبعدها بخمس عشرة سنة، ومع انتصار الثورات الثلاث في تونس ومصر وليبيا، بدأت هذه الدول بالتمتع بأجواء الحرية الاعلامية، والتى بدأتها قطر قبل 15 سنة، وستستمر ان شاء الله مع عهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد.  ولهذا فاننا نستطيع القول ان الربيع العربى لن يقترب من دول الخليج لسبب بسيط، وهو ان هذه الدول بدأت اصلاحاتها منذ عدة سنوات قبل الربيع العربي. ولكن هذا لا يعنى البتة أن الاصلاحات ستنتهي، أو أنها حققت بالكامل كل ما يريده المواطن الخليجي، بل على الاقل هناك رغبة جادة وصادقة وفاعلة في الاصلاح تقودها كل من الحكومات الخليجية والمجتمع الخليجي.