26 أكتوبر 2025

تسجيل

تفاهات وبدع

17 يوليو 2024

كلما أردت العودة إلى قواعدي سالمة في الكتابة عن قضايا سياسية حاضرة كما اعتاد الكثير من قرائي رؤيته في زاويتي هذه يطرأ أمر وبات ظاهرة للأسف يجعلني أصر على الكتابة عنه والتنويه به انتقادا بل وانتقاصا منه فماذا يعني أن أقيم (حفلة) بدعوات واستقبال وبوفيه طعام ممتد من أول القاعة حتى آخرها واستقبال هدايا من المدعوين وأنا القادمة من أداء فريضة الحج؟! ماذا يعني أن تكون هناك حفلات للحجاج وبهذه الصورة التي تنتقص من قيمة الفريضة ومن سمة الشخص في أنه عائد من أدائها وبات يسبق اسمه صفة حاج أو حاجة؟! فهل لهؤلاء شيمة أو خجل ليتوقفوا عن هذه البدع التافهة التي لا تتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا؟! وهل رأيت تلك «الحاجة» في إحدى دول الخليج التي جعلت من عبارات التلبية والتهليل المواكبة مع شهر ذي الحجة وفريضة الحج أغان (دي جي) وكانت تنتظر من الفتيات والنساء أن يقمن في حفلتها بالرقص على هذه الإيقاعات المبتدعة وهي التي لبست الأبيض في الأبيض وأمسكت في يدها مسباحا أبيض ليدل على أنها حاجة تقية ذاكرة الله ومؤدية لفريضته التي لم تختمها بطاعة ولا بعبادة بل بخزي وبدعة وحفلة صاخبة وطبول تُقرع بكلمات التلبية وكأنها أغنية (سامري) تتطلب بعدها هزا ورقصا؟! ما الذي يحدث يا عالم يا أمة محمد؟! ألم تكفنا حفلات الولادة والزواج والنجاح والتخرج حتى من مرحلة الروضة والابتدائي حتى وصلت لحفلات الطلاق والقطيعة لتصل اليوم إلى حفلة الحجاج وبهذه الصورة المهينة الذليلة؟! فمن الذي يقف وراء مثل هذه الأفكار التي تهدم قيم المجتمع وتجعل منه مجتمعا ناقصا متشبثا بالتوافه والبدع فيعم السيئ بالحسن ويجر الطالح صالحا فيه؟! ولم أجد نفسي تطرح أسئلة منذ بداية المقال وحتى هذا السطر ولا يمكن أن تلقى إجابة شافية مكتملة الأركان لتشبع هذه الأسئلة نهمها في أن تتوقف من الاسترسال المستمر؟! والمصيبة أن معظم هذه البدع الغريبة العجيبة أبطالها من النساء اللائي يبتدعن ويطاوعن إبليسهن في تنفيذ مثل هذه الأفكار الغبية والتي يمكن أن تقوض مفهوم الإسلام والشريعة في نفوسهن المريضة وأنا أقولها وأنا مقتنعة بهذا إن كل ما رأيناه من حفلات ما بعد الطلاق وتفاخر صاحبته بأنها قد طُلقت ممن تصفه في دعواتها التي توجهها لصديقاتها وأهلها بسيئ الذكر والعشرة والمعيشة أبو فلان أو فلان هي من بنات أفكارها المريضة وبات كثير من النساء يكررن هذه الأفكار المعتوهة فكرا وقيمة وشكلا ومضمونا وانتشرت حتى اعتاد المجتمع رؤيتها والتندر بها ومع الوقت أصبح الأمر عاديا وهو ليس بالعادي ولا المعتاد لكن لنهم نشروه أرادوه معتادا ومألوفا حتى فيما بات يسمى بحفلات توديع العزوبية وهذا هو المنكر الذي سبق منكر حفلات الحجاج المسيئة للشريعة والقيم الدينية فماذا يعني أن تقيم فتاة مقبلة على الزواج حفلة تدعو فيها صديقاتها لتودع أيام العزوبية وكأنها إن لم تقم بهذه الحفلة المستقاة فكرا ومضمونا من الأجانب الذين يقيمون حفلاتهم الماجنة فلا يمكن بعدها أن تتزوج أو تقيم عرسا وتبدأ حياة أخرى جديدة والمصيبة إن هذه الحفلات بات الشباب يقيمونها أيضا على غرار الفتيات وكأنها مرض سحايا ينتشر فيما بينهم فالفتاة تودع لقب آنسة بحفلة راقصة غبية والشاب يودع عزوبيته هو الآخر بحفلة تضم المقربين منه من أصدقائه وأهله لينضم بعدها إلى حزب المتزوجين. بالله عليكم ما هذا الوباء الموبوء بيننا لتأتي مثل هذه الحاجة غير الفاضلة لتقيم حفلا و(فُل ميكاب) و(دي جي) بعبارات التلبية والتهليل والتكبير والترحيب بهذه الحاجة التي يسرني أن أقول لها بئس حجتك وبئس ما فعلته جملة وتفصيلا؟! الله المستعان.