10 سبتمبر 2025
تسجيلتمتلك قطر مشهداً أدبياً غنياً وحيوياً، والشعر العربي الحديث ليس استثناءً. وشهدت قطر في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالشعر العربي، حيث حصل العديد من الشعراء على الاعتراف بأعمالهم، وأنتج العديد من الشعراء البارزين الذين يواصلون قرض الشعر وأداءه. ولا يزال الشعر جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية. وهناك الأحداث الشعرية والمهرجانات التي تُعقد في قطر على مدار العام مثل جائزة كتارا للشعر العربي التي تحتفي وتروج لفن الشعر العربي. أود أن أتحدث هنا عن أول أطروحة دكتوراه حول الشعر العربي القطري. وهي أطروحة أعدها الباحث الدكتور هلال موسى تحت إشراف أ. نزار الدين، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة كيرالا عام 2011. هي أول أطروحة دكتوراه حول أشعار الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني. حينما عرفت عن هذه الأطروحة بحثت عن الأطروحات الأخرى حول الشعر العربي في قطر. ولكن، لضيق معرفتي المتواضعة، وبحثي عن الرسائل والأطروحات حول الشعر العربي في قطر، ما وجدت إلا أطروحة في سلك الدكتوراه قدمها د.علي أحمد الطوالبة في قسم اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 2014 وتم نشرها من قبل وزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر عام 2015. أما بالنسبة إلى أطروحات الماجستير، وجدت أطروحة معنونة « القبيلة والمرأة في الشعر النبطي في قطر، شعر عمير بن راشد العفيشة نموذجا» قدمتها نورة حمد الهاجري في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر عام 2018. وأطروحة معنونة «جمالية الصورة في الشعر القطري» قدمتها نورة طالب العفيفة في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر عام 2019. ولا أتحدث عن دقة سنوات النشر والتقديم إلاّ للفت النظر إليها وأن تهتم بها وزارة الثقافة في قطر في زمن توثق فيه كل خطوات وقعت على ساحة الثقافة القطرية. ولد د.هلال موسى بمدينة بوناني المعروفة بـ «مكة المليبار» في ولاية كيرالا الهندية. نشأ وترعرع بها. وبعد المدرسة الثانوية سافر إلى قطر للدراسة العليا. كانت قطر الدولة التي أعطت إحساسًا بالتوجيه للدكتور هلال نجل أ. موسى الأيروري، الشاعر العربي البارز في الولاية. قطر بلد غيرت حياته حيث أدرك مجاله عندما درس في المعهد الديني خلال الفترة 1993-1996. الإثارة التي خطرت في ذهنه في اليوم الذي قرأ فيه قصيدة الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني «بقايا سفينة الغوص» دفعته إلى البحث في قصائده وديوانه حيث وصلت رحلته إلى الحصول على الدكتوراه حول أشعاره. وهذا هو أول بحث تم تقديمه في الجامعات الهندية والذي يتعلق بالأدب العربي في دولة قطر. حصل الأستاذ هلال على الدكتوراه من جامعة كيرالا حول موضوع «تطور الشعر العربي في قطر: دراسة في شعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني». إنه تخرج بالماجستير في اللغة العربية من جامعة كاليكوت والماجستير في التربية والتعليم من جامعة ماهاتما غاندي، وتم تعيينه محاضرًا في اللغة العربية في الكلية الحكومية في ولاية كيرالا، وحاليا يعمل أستاذا مشاركا في قسم البحوث والدراسات العربية بالكلية الحكومية تيرور، كيرالا. يوجد سببان وراء اختيار شعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني كموضوع للدراسة، حيث شعر الباحث بالانبهار والإثارة عندما قرأ شعره خلال فترة دراسته في المعهد الديني في قطر. فقصائده تصوّر بشكلٍ خالص حياة المجتمع القطري القديم قبل اكتشاف النفط، حيث كانوا يعيشون حياة قاسية وجرأة الآباء والأجداد في التغلب على المعاناة والتحديات في حياتهم اليومية وفي سبيل معيشتهم، صيد الأسماك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ والشعاب المرجانية. والسبب الثاني يعود إلى العلاقة التاريخية بين العرب والهند، حيث شرع الهنود في زيارة بلاد العرب بحثًا عن العمل لتحسين حياتهم، وهاجر أهل كيرالا بشكلٍ خاص إلى الصعيد العربي في الستينيات. وقد حققت هذه الهجرة تحسنًا كبيرًا من ناحية الجوانب الفردية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية. ورغم تحسّن حالتهم في العديد من المجالات، لم يهتم الهنود المهاجرون بأدب الخليج العربي كموضوع للدراسة الأدبية، والأدب العربي في قطر خاصة. ولم يكن الأدب العربي المعاصر في الخليج العربي موضوع اهتمام بين أوساط الهنود المثقفين الباحثين والدارسين في مجال اللغة العربية وآدابها. ففكر الباحث في أن يبحث عن ساحة الأدب العربي المعاصر في قطر خاصة.