مناسك الحج داخل قطر

حصلت على فرصة سعيدة للمشاركة في عملية التطوع في قطر الخيرية في برنامج رحلة الحج. كانت هذه فرصة مميزة، حيث تزامنت مع الأيام العشر من ذي الحجة وموسم الحج، وقد نفذت قطر الخيرية هذه الفعالية بهدف تعريف الأطفال والأسر داخل قطر بأركان الحج وسنة الأضحية من خلال طرق توضيحية جذابة. تم تنظيم الفعالية بالتعاون مع مجمع «حياة بلازا»، وأقيمت في عدة مواقع، منها مركز قطر الخيرية لتنمية المجتمع بالخور ومركز الأصدقاء الجاليات بالسلطة الجديدة. استمرت الفعالية لمدة خمسة أيام، وتأتي في إطار الأنشطة التثقيفية والتوعوية التي ترافق حملة قطر الخيرية «بأضحيتك يستمر الأثر». وتعتبر فعالية «رحلة الحج» تجربة معايشة للأطفال، حيث قاموا بتصميم مجسمات توضيحية لمناسك الحج وشعائره وقاموا بتجسيدها عمليًا. بدأت الرحلة بارتداء الإحرام، حيث تم تعريف الأطفال بهذه الشعيرة وأسلوبها بطريقة علمية وشيقة. كما تضمنت الفعالية عدة أركان وورش عمل، مثل ركن مسابقة المعلومات وورش الرسم والتلوين والأعمال اليدوية. تلبيةً لدعوة قطر الخيرية، حضرت العديد من الأسر لتغتنم هذه الفرصة الثمينة مع الأطفال. كانت هذه الخطوة مليئة بالفائدة والإثراء، حيث تمكّن الأطفال من قضاء وقت مفيد والاستمتاع بمتعة المعرفة واكتشاف رحلة الحج. عندما رأيت وجوه الأطفال مشرقة بالفرح والحماس، لم أستطع إلا أن أشعر بالسعادة والامتنان لتلك الفرصة التي تمنح للصغار ليتعلموا ويتفاعلوا بنشاط. كانوا ينظرون بعيون مليئة بالدهشة والاهتمام إلى المجسمات التوضيحية التي صُممت بعناية لتعكس مناسك الحج وشعائره. كمتطوع في هذه الفعالية، شاهدت كيف يستجيب الأطفال بشغف وحماس لتلك التجربة التعليمية الفريدة. قد لا يكونون قادرين بعد على أداء مناسك الحج بأنفسهم، ولكنهم استطاعوا فهم معنى الإحرام ومعرفة الأماكن المقدسة في مكة والمشاعر المقدسة التي يزورها الحجاج. وكانت ورش الرسم والتلوين تمنحهم الفرصة للتعبير عن إبداعهم وخيالهم، وتثري مهاراتهم الفنية والتعبيرية. قد لا يكون لدى هؤلاء الأطفال الفرصة للقيام بالحج في هذه المرحلة من حياتهم، ولكنهم الآن يحملون فهمًا أكبر لمغزى هذه الرحلة المقدسة. كما تمنحهم هذه الفعالية الفرصة لتوسيع آفاقهم وتعزيز قيم التسامح والتعاون والعطاء. ويجدر بنا أن نشيد بجهود رئاسة مسؤولي البرنامج وتحقيقهم لنجاح هذه الفعالية المميزة. يجب أن نذكر السيدة عالية والسيدة آمنة والسيد حبيب الرحمن والسيد خير الدين وغيرهم من الشباب والسيدات القائمين على تنظيم وإدارة رحلة الحج في المواقع المختلفة. إن تفانيهم واجتهادهم يستحقان التقدير، فهم عملوا بجد لتوفير تجربة تعليمية وممتعة للأطفال والأسر في قطر. وقد لعب المتطوعون دورًا حيويًا وحاسمًا في تنظيم وتنفيذ الفعاليات التطوعية، وهم من يجعلون الفعالية تتحقق بشكل سلس وممتع بتبرع وقتهم وجهودهم، وعملوا بكل اجتهاد وحماس لتقديم التجربة الأفضل للأطفال والأسر المشاركة. قاموا بتوجيه الزوار وتوفير المعلومات الضرورية والمساعدة في الأنشطة المختلفة التي تتضمنها الفعالية.