14 سبتمبر 2025
تسجيلالواقع يتطلب إصلاحا، روشتة الاصلاح عند النص، الواقع متغير، النص ثابت. العقل الانساني هو الوسيط بينهما، كلما تغير الواقع على النص ان يجاري هذا التغير والا اصبح نصاً تاريخياً يصلح لعصر ولا يصلح لعصر اخر، الفهم مَلكة انسانية عليها المعول في سد الفجوة بين النص والواقع لكي يستمر النص فاعلاً ومنفعلاً ويستمر الواقع منفعلاً وفاعلاً كذلك بصورة ايجابية، الحركة الديناميكية التفاعلية هذه بين النص والواقع هي اساس تطور الواقع ومد صلاحية النص. تماماً مثلما يحتاج المجتمع الى تشريعات وقوانين جديدة بل ربما يحتاج الواقع الى دستور جديد ليتحرك ويتجدد، اقتضى الامر تحقيق ذلك، فالواقع حاكم على النص، والنص قد لا يكون محتاجاً الى تغيير وانما الى فهم جديد ومتجدد وهنا تقع المسؤولية على عاتق المجتمع او اصحاب النص لإعادة فهمه بما يتناسب مع الواقع المعاش. لا ثبات ولا جمود في الحياة وانما هو تغير مستمر، وليس هناك اعظم من القرآن «كنص» يحتوي الحياة بكل ما فيها وما قد يأتي مستقبلاً او ما يستجد من امور، وكل عصر عليه ان يستخلص منه ما يناسبه، وتفسيره لا ينتهي حتى قيام الساعة، أما تأويله فلا يعلمه الا الله وحده «والراسخون في العلم» على علم بهذه الحقيقة، حقيقة علم الله وحده بتأويل نصه الخالد، أما المسلم فعليه الاجتهاد والسعي للاقتراب منه اخذاً في الاعتبار واقعه الذي يعيشه وهنا سر عظمة القرآن واسباب خلوده.