15 سبتمبر 2025

تسجيل

زيارة السيادة

17 يوليو 2019

في الوقت الذي تجاوز حصارُ دولة قطر، من قِبل الدول " الشقيقة" العامين! وفي الوقت الذي يحاول إعلامُ هذه الدول " تقزيمَ" الإنجازات العملاقة التي تحققت على أرض قطر، ومنها البنى التحتية لمونديال 2022 ، والمشاريع الحيوية الأخرى التي تجعل حياةَ الإنسان في هذا البلد أكثر أمناً وطمأنينة وسعادة، يقبع بعضُ مسؤولي هذه الدول وراء متاريسهم، وبين "خُفرائهم" خوفًا من رصاصة طائشة أو انقلاب مفاجئ، ويكتفون بإطلاق الفضائيات والأقلام المأجورة، بصورة لا أخلاقية ولا مسؤولية، ضد قطر وأهلها، واختلاق الأكاذيب ، بصورة مكشوفة، من أجل تشويه صورة قطر.  في هذا الوقت، كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يبتسم ، بكُلِّ أريحيّة أمام الصحفيين في الولايات المتحدة، ويشدّ الرئيسُ الأمريكي (دونالد ترامب) على يد سموه قائلاً " الصديق الرائع والحليف العظيم"!  هكذا تُبنى الأوطان، بالأعمال والإنجازات، وليس بالصراخ الإعلامي والمجون الاجتماعي. فلقد بلغت قيمة الشراكة الاقتصادية بين دولة قطر والولايات المتحدة 185 مليار دولار، ولا نعتقد أن "المتلاعبين بالعقول" سوف يُدركون أن الولايات المتحدة سوف "تهمل" شراكة بهذا الحجم، من أجل "مراهَقات" سياسية ، قام بتأليفها بعضُ مَن لا يُحبون الحياة ولا السعادة للآخرين ، وعلى العكس ، ينعمون بقتل الأبرياء وتقطيعهم في وضح النهار. إن زيارة صاحب السمو للولايات المتحدة قد عزَّزت الشراكة الإستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة، كما أن الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية، توفر فرصَ عمل للأمريكيين وغيرهم.   ولقد قال صاحب السمو : " يتشارك بلدانا الالتزام إزاء رأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة ، قائمة على المعرفة، مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع.  لسوء الحظ ، هناك البعض في منطقتنا ، لا يشاركوننا ما نؤمن به. في عالم اليوم، يجبُ، في بعض الأحيان، إقامةُ تحالفاتٍ مع شركاء ضروريين، وبعض الحلفاء، ليسوا بأصدقاء في الواقع". وركَّز سمو الأمير على قضية الإرهاب، وضرورة اجتثاثه ومنع تمويلة، وكان هذا الموضوع من "دعاوى" دول الحصار، وورد في المطالب الثلاثة عشر، التي نسيها الزمان!.  ولفتَ سمو الأمير إلى التعاون الأمني والعسكري، " من خلال توسعة قاعدة (العديد) الجوية، لاستيعاب القوات الأمريكية وعائلاتهم"! ، وهذه إشارة لمّاحة لا تفوت على المراقبين، إذ إن قاعدة (العديد) من أكبر القواعد الأمريكية في العالم، ولا نعتقد بأن الولايات المتحدة ستسمح لأية جهة بـ "تهديد" القاعدة، أو الاقتراب منها ، أو غلق الأجواء على الطائرات الأمريكية التي تُقلع وتهبط من وإلى القاعدة. من جانبه أوضح الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) أن له علاقة شخصية مع صاحب السمو الأمير، مؤكدًا أن سموه قائد حقيقي يحظى باحترام كبير، في جزء مهم من العالم" .  وكتب (ترامب) في حسابه على تويتر. " بعد عشاء رائع الليلة الماضية مع أمير قطر، كان شرفًا كبيرًا لي، أن أرحب بأمير قطر في البيت الأبيض بعد ظهر اليوم ( 9/7/2019). وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ، على أهمية زيارة صاحب السمو إلى واشنطن، وأن " الحاجة مُلحة لمجلس خليجي موحد، ونتطلع إلى مزيد من التعاون. قطر شريك إستراتيجي مهم للولايات المتحدة . ولقد ناقشنا القضايا المُلحة في المنطقة، مثل: ليبيا، السودان ، أفغانستان ، إيران. وخلال الزيارة، قابل سمو الأمير عدداً من المسؤولين الأمريكيين، ومنهم : وزير الطاقة (ريك بيري) ، ومستشار الأمن القومي (جون بولتون) ، ووزير الأمن الوطني الأمريكي ( كيفين مكلينن) .  ولقد صدر بيانٌ مشترك بعد الزيارة ، أكدَ التزام قطر والولايات المتحدة بالتعاون الإستراتيجي. وأهم ما جاء في البيان ( شراء الخطوط الجوية القطرية 5 طائرات شحن ، بوينغ 777، والتزام وزارة الدفاع القطرية بشراء أنظمة (NASAM)، وأنظمة (باتريوت)، واختيار الخطوط الجوية القطرية لمحركات (GE) وخدماتها لتشغيل طائرات 787 و 777.  كما تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة التي تعزز الشراكة بين الجانبين، كما دعا سموُ الأمير، الرئيسَ الأمريكي لزيارة قطر. تلك محصّلة مختصرة عن زيارة صاحب السمو الأمير للولايات المتحدة ، وهي نتيجة لحُسن قيادة سموه لهذا البلد، رغم كل المحاولات المُستميتة من قبل دول الحصار، لـ "تخريب" التطور القطري، ولكسر طوق الحصار ، وتثبيت اسم قطر في العالم. أعتقد أن هذه الزيارة قد سدّت البابَ أمام العقل " المؤامراتي" ، ومَن يخطط لغزو قطر، أو ضمّها ، أو ضربها بالمنجنيق.    وأن سمو الأمير قد أدارها بشكل رائع ، وهذا هو الفرق بين التفكير الإيجابي الواضح، والتفكير السلبي المُشوّش، والذي نلحظه لدى بعض مسؤولي المنطقة، مِمن يزرعون "نظرية المؤامرة" ويغشاهُم الحسدُ الأسود، من أيِّ تطوّر لجيرانهم وإخوانهم، أو أي إنجاز يُحققه الجيران، وهم لا يستطيعون تحقيقه. لقد أكَّدت الزيارةُ سيادةَ دولة قطر، في الوقت الذي يؤكد بعض الجيران " سيادتهم" عبر الأغاني وسهرات المجون ، والانفتاح المُفاجئ ، الذي بدّدَ القيم، وشوَّه الصورة، وأثار الغليان بين أفراد الشعب في تلك البلدان. والذي لاحظَ قسماتِ وجه سمو الأمير ، خلال الزيارة ، يرى بشاشته وابتسامته وشموخه، رغم " المُنغصات" التي وضعتها دولُ الحصار ، بالطبع لا تغيب على أذن المراقب، فصاحةُ سموه باللغة الإنجليزية، وقدرته على توصيل مقاصدهِ بصورة لبقة ورشيقة لا تردُّد فيها ولا تلكؤ. يلومون الشعب القطري في حبه لـسمو الشيخ تميم ، هذا الرجل الشاب الذي تقلّد مهامَ بلده في وضع شائك، ومؤامرات تترى، لكنه كان قدْر المسؤولية، لم يقبع في قصره محاطًا بالحراس، بل نزل إلى الشارع وقابل شعبهُ بروح من الوفاء والأصالة، في الوقت الذي خطّط لأن يحفظ بلده من "المغامرات"، ويجعل دخلَ فردِها من أعلى الدخول في العالم.  كما واصل إنشاء البنى التحتية، ومستلزمات إرساء دولة المؤسسات، معتمداً على الله أولاً ، وعلى ولاء شعبه له، وما زالت الفضائيات "المشبوهة" تقلبُ حقائقَ الزيارة، وتحوّلها إلى غير منجزاتها، بل وتلجأ إلى الكذب، حتى على الرئيس الأمريكي. الحمد لله، كانت زيارة موفقة، بكُلِّ المقاييس، كما أرادها سموُه، وهي في الأخير، رسالة للعالم، كيف يكون هذا البلد الصغير كبيرًا، في أعين الكبار لا الصغار.