المهذري المارق !

كان من المتوقع وفور أن قامت قناة الجزيرة ببث حلقة ( اللاعبون بالنار ) بحرفيتها المعهودة ومهنيتها العالية مساء يوم الأحد الماضي ضمن سلسلة برنامج (ما خفي أعظم) الذي دأب منذ إذاعته على إعلان الحقائق والخفايا التي كانت غائبة على الشارع العام في قطر وخارجها أن تقوم ما نسميها ( العصاعص ) و ( تبربر ) بما يمكن أن نصفها بالمثل الشعبي الذي يقول: ( ما يهذري المهذري إلا من حر السخونة ) وتكيل للقناة وللدوحة الاتهامات والسباب والشتم دون أن يقوم ( عصعص ) واحد من هؤلاء ليباري ما جاء في حلقة (اللاعبون بالنار) والتي تحدثت عن علاقة نظام البحرين بالقاعدة وداعش والإرهاب بالحجة والمنطق والدليل والرفض والتفنيد أو حتى بالإنكار !، وطبعا كان من المتوقع جدا أن يخرج وزير خارجية البحرين أولا بما أنه متفرغ 24 ساعة للكتابة في تويتر الذي لا يتطلب عند دخوله واستخدامه خوض اختبار الثقافة والكياسة واللباقة، وبلاشك ليس من المطلوب اللياقة فيه وإلا لكان هذا الوزير راسبا في الامتحان بكل جدارة وممنوع من الدخول إليه مرة أخرى ليهذري هو الآخر من حر ما رآه وسمعه في الحلقة التي أثبتت علاقة نظامه الحاكم بأيادي القاعدة الإرهابية وأن من عليه أن يحكم البلاد بقانون العدل والأمن هو نفسه من يقلقل الأمان فيها ويعبث بأوتار المساواة في الحقوق والواجبات بين صفوف الشعب ويصف قطر بالدولة ( المارقة ) التي باتت تمثل الخطر الأشد على منطقة الخليج ومجلس التعاون !. مارقة مرة واحدة يا سعادة الوزير؟! فهل تريدني أن أخبرك من هي الدولة المارقة ؟! الدولة المارقة من تصدرت دول الحصار وأعلنت في فجر يوم رمضاني آمن والناس في قطر صيام نيام حصارها لدولة جارة وكانت نيتها تجويع الشعب ومنع الغذاء والدواء عليه ! المارقة هي من تشارك في نية قلب نظام حكم جارة لها وتجعل من أراضيها مأوى لمن يدبر ويخطط ويتآمر ويفكر وتكون مجرد ترانزيت لكل مجرم ومارق وخارج عن القانون لتحين ساعة الصفر المأمولة وتغزو قوات هذه الدول أرض قطر ! المارقة هي من تأكل وتنكر مثل القطط الشاردة والتي لم تحفظ للدوحة جمائلها تجاهها وإخراجها من مطبات اقتصادية وظروف داخلية مضطربة مع المعارضة ثم تتهم الدوحة بأنها كانت سببا لكل مشاكلها ! الدولة المارقة من قطعت صلة الرحم بين كل العوائل المشتركة بينها وبين قطر ومنعت أهلها من زيارة ذويهم في البحرين حتى من الذين كانوا على فراش الموت لأجل انه مواطن قطري أو مقيم قادم من قطر ! المارقة يا أيها المتحدث ( المهذري ) هي من صنعت من نفسها ألعوبة في يد الرياض أو محافظة سعودية بحكم مستقل ومنفذة لأوامر أبوظبي التي توجهك شخصيا للتعليق على كل شاردة تؤلمكم من الجزيرة أو من مواقف قطر الرسمية أو من مجرد مغردين قطريين أوجعوكم والخروج بتصريحات تجعلنا نشفق على كمية ( السخونة ) التي طالتك وجعلتك تتطاول بما لا يزيدك إلا قهرا ومرضا ويزيدنا ضحكا وتسلية بصراحة ! الدولة المارقة هي من عليها أن تجعل لنفسها سيادة قبل أن تتكلم عن سيادة قطر التي لن تطولها ولو بعد مائة عام وإن أردت أن تتكلم عن الخطر المحدق بالخليج أو بما تسميه مجلس التعاون الذي فككتم أوصاله عن عمد وقصد فقارن بين العلو الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري الذي أنجزته قطر في الحصار وما أنجزته ثلاث دول أقصى نجاحاتها أنها ساعدتك على أن تكون المتحدث الرسمي لها وبالعامي جعلتك ( حائط الصد والرد ) ويا عيني فنحن نشهد لك أنك تتحمل الصدمات كما تتحملها أي (طوفة) متينة صلبة وقوية ! المارقة هي من تجعل من نفسها في محل ( الأسد ) وهي في الأصل ( نعامة ) ! عرفت من هي المارقة ؟! فاصلة أخيرة: ربنا زدنا خيرا من هذا الحصار ولا تنقصنا وأنعم علينا ولا تحرمنا، اللهم آمين. [email protected]