13 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايا تهم المواطن والمسؤول

17 يوليو 2018

على مدى شهر من الزمن العالم كله ينظر نحو روسيا الاتحادية ، المهتمون بأمور السياسة الدولية يتطلعون لتحركات موسكو نحو الشرق الأوسط ، فهي أصبحت القوة المهيمنة على القُطر العربي السوري بعد أن أحكمت قبضتها على جنوب سورية الحبيبة ، وماذا سينتج عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلادمير بوتين ، خاصة فيما يتعلق بقضية القرم وأكرانيا والمسألة السورية وإيران وقضايا عالمية أخرى. أما المهتمون بالرياضة (كأس العالم لكرة القدم) والمقامة فعالياتها في مدن متعددة من روسيا الاتحادية فقد كانت أبصار العامة والخاصة على امتداد الكرة الأرضية دون مبالغة شاخصة أبصارهم نحو روسيا . قطر لم تكن غائبة عن تلك التظاهرة الدولية ، إعلاناتها تزين الملاعب ومجلس قطر جذب إليه رواد موسكو تعرفوا على قطر عبر ذلك المجلس وكانت لفتة تحسب لصالح منظمي كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر . لقد توجت قطر رسميا وعالميا بتسلم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر " استضافة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 " من يد الرئيس الروسي بوتين ورئيس الفيفا جياني انفانتينيو " وأصبحت الكرة في ملعبنا وننتظر ذلك اليوم الذي يعتبر يوما عربيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وقد عبر سمو الأمير وهو يتسلم الاستضافة من الرئيس الروسي عن ذلك المعنى . لم يسلم المونديال العالمي من القراصنة العرب فقد حاولوا تشويه تلك التظاهرة العالمية وسرقة فعالياتها التي شعارها تحقيق السلام والمؤاخاة بين شعوب العالم وقد أصبح القراصنة اليوم أمام القضاء ليضع نهاية لكل عابث مهما علا شأنه ولابد لصدور تشريع عالمي يضع روادع صارمة لكل من يحاول العبث بالفضاء ومؤسساته الإنسانية . (2) موضوع آخر داخل قطر ، لا بد من الإشادة والتقدير لوزارة الداخلية بأجهزتها وإداراتها المتعددة على سرعة الانجاز في مهامهم الإدارية دون تأخير ودون تشعيب كما هو في بعض الدوائر الحكومية والمؤسسات الكبرى كمؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة وسدرة والقطرية والبنوك وغير ذلك من المؤسسات ذات العلاقة بالمواطن. إن سرعة الانجاز في وزارة الداخلية لم تكن لتكون لو لم تكن هناك متابعة من أعلى قمة هرم السلطة في الوزارة وأعني بذلك معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية. كان معاليه يوم الخميس الماضي يقوم بجولة كعادته على الإدارات العامة يتفقد سير العمل ويناقش مع رؤساء الأقسام والدوائر الصعوبات التي تواجههم في تنفيذ مهامهم ، كان يراقب المراجعين عن قرب ليعرف ما يعطل معاملاتهم . هكذا تكون الإدارة الناجحة المنتجة . وهنا أتوجه إلى معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية انطلاقا من النجاح الذي تحقق في مؤسسات وزارة الداخلية بأفرعها المتعددة أن ينتدب من وزارته أكفأ الرجال / السيدات ليتولوا مهام تنظيم وإدارة الموارد البشرية في المؤسسات أنفة الذكر ، لان إدارة الموارد البشرية في تلك المؤسسات الهامة تعشعش فيها البيروقراطية العفنة المميتة لكل طموح ، إنها بيروقراطية انجليزية مصرية هندية فلبينية خليجية لا رابط بينهم ، أنهم أكثر إعاقة في تقدم إدارة تلك المؤسسات . (3) قد يجادل البعض بالقول إن مهمة تطوير وتدريب ومتابعة " إدارة الموارد البشرية " في المؤسسات آنفة الذكر هي من مهام وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية وليست من مهام وزارة الداخلية ، قول جميل ، ورأي صائب ، ولا استثني وزارة سعادة الدكتور عيسى بن سعد النعيمي من هذه المهمة ، وهو ابن وزارة الداخلية عمل بها أكثر من سنوات عشر إلى جانب تقلبه في مناصب متعددة ، ولكن المنبع عندي هو الداخلية وبالتعاون بين الوزارتين سيحدثان نقلة نوعية لإخراج هذه المؤسسات " الموارد البشرية " من براثن التخلف والبيروقراطية العفنة . ومن أول بنود النجاح في إدارة الموارد البشرية في أي مؤسسة اختيار الإنسان المناسب بعيدا عن المحسوبية ، والبند الثاني ،أن يكون مكتب مدير الموارد البشرية مفتوحا على مصراعيه ومقابلة كل من يرغب من الناس مقابلته وان يقوم بجولة على أقسام إدارته بصفة أسبوعية كما يفعل معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في أعماله . أرجو أن يؤخذ موضوع الموارد البشرية وتطويره على محمل الجد لأنه مرآة الإدارة الناجحة للدولة والمؤسسات العاملة بها على كل الصعد . (4) يسود اعتقاد لدى إدارات الموارد البشرية في معظم مؤسسات الدولة دون تسمية وكذلك المؤسسات العاملة كما جاء ذكرها أعلاه بان الذين تقدموا للعمل من الخارج في هذه المؤسسات هم محتاجون للوظيفة وهم لو وجدوا في بلادهم أعمالا ما أتوا إلينا وعليهم أن يقبلوا بما نعطيهم وما نقدم لهم . هذا القول فيه شيء من التعالي غير المقبول ، ولو لم تكن البلاد في حاجة لهذا الوافد لما أتى إلى البلاد ، إذاً هناك مصالح متبادلة بين الوافد والدولة والمؤسسات الأخرى ، وعلى ذلك يجب التأمل مع ذلك الإنسان بقدر حاجتك له وبقدر مكانته العلمية والخبرة التي اكتسبها خارج الدولة ومن هنا يجب أن يعطى السكن اللائق بمكانته العلمية والوظيفية والمرتب المجزي وآخذين في الاعتبار أن مستوى المعيشة في بلادنا مرتفع . إن الاهتمام بسكن الأستاذ الجامعي والأستاذ في التعليم العام والطبيب والممرض ومن في حكم تلك الوظائف يجعلهم أكثر عطاء ويجب إلا يشغلون بتعاسة السكن وأمور صيانته كما يجب ألا يشقون ويُشغلون بالبحث عن مدارس لأبنائهم كي لا ينشغلوا عن أداء مهامهم في أحسن الأجواء ، أن إقامة العائلة والبحث عن مدارس لأبناء الوافد بعقد خارجي من مهام الموارد البشرية وليس غيرها ويجب ترتيب تلك الأعمال مع المتعاقدين معهم من الخارج قبل وصولهم إلى البلاد ويجب معرفة ما له وما عليه بكل وضوح قبل توقيع العقود كي لا يكون هناك سوء فهم. اخر القول : يجب التعامل مع الوافد الينا وخاصة اصحاب العقود بعقلية راقية في التعامل ، وباهتمام، لاشعاره باخلاقنا الراقية وتعاملنا معه على هذا الاساس . نحن في حاجة ماسة له والا لما طلبناه ، وهو قادم ليقدم خدمة ويحسّن وضعه فكلانا صاحب مصلحة ولا تعلو مصلحة احد على مصلة الاخر الا مصلحة الوطن والمواطن.