الجبناء لا يبنون وطناً

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ـ ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ما حدث في تركيا ليلة السبت الماضي هي صفحة مهمة في تاريخ الشعوب، يجب أن يقف الجميع لتأملها بعناية، فالشعوب الحرة لا تعترف بالمستحيل ولا تبيع كرامتها بكنوز الأرض، فحريتها وكرامتها حياة لهم ولأجيال قادمة، وحريتها بلا شك مرتبطة إرتباط وثيق بالوطن والحفاظ عليه من تلك الأيادي العابثة. أذكر هنا مقولة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظة الله ورعاه حين قال مخاطباً أبناء شعبة: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيها، لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا.لهذا كان الموقف القطري هو أول المواقف الرسمية التي أعربت من خلالها قطر استنكارها وإدانتها الشديدين لمحاولة الإنقلاب العسكري والخروج على القانون وإنتهاك الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، تضامن دولة قطر مع جمهورية تركيا الشقيقة في كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية الشرعية للحفاظ على أمن واستقرار تركيا وشعبها الشقيق، ودعا البيان إلى ضرورة نبذ العنف، وعدم القيام بأي خطوة من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية التركية الشقيقة. إن ما حدث في تركيا و فشل الانقلاب العسكري ونجاح الشعب التركي الذي كتب تاريخه بيده، يؤكد لكُل خائن بأن الكلمة الأولى هي كلمة الشعب، فالشعب الذي تعجز قوى الأرض عن قتل إرادة الحياة فيه هو أكثر الشعوب إيمانا بالله، كم نحتاج لنسخ مكررة من هذه الإرادة الحرة لنحرر الأراضي المسلمة المسلوبة في بقاع الأرض، وكم نحتاج لمواطنين غير مسلوبي التفكير قادرين أن يحموا أوطانهم بيمينهم ويوقفوا التمرد بالأخرى، لا ينتظرون مساعدة أو شفقة من أحد، مؤمنين بقول الله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون) صدق الله العظيم. صوت :- يقول الإمام الشافعي: إن الله خلقكَ حُراً، فكن حراً كما خلقك ... ودمتم بعزة وكرامة.