11 سبتمبر 2025

تسجيل

نوافذ التغيير

17 يوليو 2015

لا حياة في هذه الحياة دون تغيير مستمر في كل شأن في حياتك فالنمطية تميت الشخصية وتقتل صفات النفس التي تتطلع دائماً للتغيير الذي يجدد الفكر ويولد العمل ويحرك عجلة التطوير النفسي والاجتماعي والعملي.فالتغيير يعد انتقالا من محطة لأخرى من درجة لدرجة ومن حياة لحياة والنفس البشرية بطبيعتها ملولة لا تحب الاستمرارية في نفس المكان وهذه سنن الحياة وقوانينها فربنا سبحانه وتعالى خلق لنا الكون وجعل فيه الفصول الأربعة بكافة التغييرات التي تختلف من فصل لآخر حتى في الطعام والملبس يختلف الحال من فصل لآخر.للأسف هناك من تعود أو أحب أن يعيش في صندوقه ولم يفكر بأن يفتح نوافذ الحياة في ذلك الصندوق ولا يعرف أن تلك النمطية مصيرها الملل الذي يعد عقوبة من عقوبات الحياة والتي تعني غياب العمل فالعمل وحده هو الذي يكسر تلك الرتابة والعمل وحده هو الذي يغير الحياة وأنا هنا أقصد العمل في كل أمر من أمور الحياة.فالجسد عندما يعمل تتغير الحياة والعقل عندما يعمل تنشط الحياة والنفس عندما تعمل تتنفس الحياة والروح عندما تعمل تسكن وتتآلف مع الحياة والجسد والعقل والنفس والروح نوافذ حياتنا عندما نفتحها تهب رياحها لتعمل على إحداث التغيير في كل أمر فنعيش حياتنا كما نعيش الفصول الأربعة بكافة جمالياتها فالبحر يتغير كل يوم والنهر يتجدد في كل لحظه والشمس تتحرك ولا تستقر والسحابة تغير مكانها كل ثانيه والشجرة تثمر عندما تتجدد وتغير أوراقها والطير ينتقل من مكان لآخر لكي يعيش ويتكاثر فالتغيير استمرار للحياة وتجديد لها.كما يجب أن نعلم جيداً بأن من أكبر المشكلات التي نعاني منها في حياتنا أن نجعل شيئاً ما يسيطر على حياتنا فتلك والله هي أكبر مشكلة قد تواجهنا وتلك السيطرة هي التي تمنعنا من التغيير بل هي من يجمد حواسنا الحسية والمعنوية وتمنعنا من التمتع بتلك الحواس التي يجب علينا أن نصدقها دائماً فهي استشعارات الحياة التي دونها نفقد الكثير من الحقائق.عندما نعتاد على التغيير وثقافته فلاشك أننا سنكون محور تغيير لمن حولنا وتجديد لحياتهم سواء في محيط بيتك وعائلتك أو في محيط المكان الذي تعمل فيه أو المجتمع الذي تؤثر فيه فأنت وأنا وهي كلنا حلقة ضمن حلقات متصلة، كل منها يؤثر في الآخر.حتى في منظومة التاريخ لا بد من التغيير فنحن نموت وتأتي أجيال من بعدنا لتغير وتتغير فما كان بالأمس لا يكون اليوم وما كان اليوم لن يكون غداً ولو لم تتغير الأجيال لطلبنا الموت الذي يعد أكبر عملية تغيير في هذا الكون لكافة المخلوقات فالتغيير سنة من سنن الله وقانون رباني لا يمكن أن نتخلى عنه ولكنها ثقافة لابد أن نفهمها ونفهم لماذا التغيير ونعرف ما الهدف منه فالتغيير السلبي قد يكون نكسة وعلينا أن نعلم أن بداخل كل واحد منا قوة التغيير والتأثير ولكن هناك من لم يستجلبها ويوظفها في حياته بل ينتظر للصدفة أن تحدث التغيير فقوة التغيير ثورة داخلية لابد من إيقاظها لكي تعمل ولابد من السيطرة عليها وفهما وقيادتها فالله سبحانه وتعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذه الآية هي القاعدة العلمية والكونية للتغيير فعليك أن تنظر لنفسك أولاً قبل أن تتخذ قرار التغيير.