27 أكتوبر 2025

تسجيل

وداعا رمضان

17 يوليو 2015

منذ ما يقارب الشهر استقبلنا الشهر الفضيل بـ )أهلا رمضان) وها نحن اليوم نحسب الساعات القليلة المتبقية لنقول (وداعا رمضان) لقد دار الدهر دورته، ومضت الأيام تلو الأيام، وإذا بشهرنا يأفل نجمه بعد أن سطع، ويظلم ليله بعد أن لمع، لا أدري أأهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك، أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران. إن العيد على الأبواب، وإن رمضان آذن بالوداع، وكم هي شاقة هذه الكلمة (وداع)، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة، وأزمنة مديدة وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبو إليه من عز وتمكين، وسؤدد في العالمين، إن الله وليّ ذلك والقادر عليه . لئن انقضى شهرُ الصيام، فإن زمن العمل لا ينقضي إلا بالموت، ولئن انقضتْ أيام صيام رمضان، فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد - في كل وقت، ومن ذلك ما رغَّب فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من صيام أيام ستة من شوال؛ فإنها من جملة شكْر العبد لربِّه على توفيقه لصيام رمضان وقيامه قال - صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر" رواه مسلم. انقضى رمضان، وقد اعتاد كثير من أبنائه الصلاة مع جماعة المسلمين، ومن الغد ستخلو المساجد من الرواد بعد أن امتلأت ساحاتها بالمصلين طوال الشهر الكريم، نتمنى أن نجعل رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور، نتمنى أن نجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي، وكما تعلمنا من مشايخنا الأفاضل إن من علامات قبول العمل المواصلة فيه، والاستمرار عليه، فاحكم أنت على صيامك، هل هو مقبولٌ أم مردود . فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب واصل مسيرتك، ويا من صامت عينه في رمضان عن النظر المحرم غضّ طرفك، ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، اتق الله، ولا تعد، ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام، وعن أكل الحرام.. اتق الله في صيامك . قدموا لأنفسكم، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك تعم أرجاء مجتمعنا ومجتمعات عالمنا الإسلامي . سويعات قليلة تفصلنا عن استقبال عيد الفطر المبارك، فشهر رمضان عزم على الرحيل ولم يبق منه إلا القليل فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام ومن فرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام فاستغنموا منه ما بقي منه واستودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلام وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام. العيد فرصة لإشاعة المحبة والمسرة في جميع بلاد المسلمين، وخاصةً المساكينَ وأهل الحاجة فيه؛ وذلك أن العيد يومُ فرحٍ وسرور، فينبغي تعميمُ هذا الفرح والسرور ليشمل جميعَ فئات المجتمع، ومنها الفقراء والمساكين، ولن يدخل السرور إلى قلوبهم إلا إذا أعطاهم إخوانهم، وأشعروهم أن المجتمع يد واحدة؛ يتألم بعضه لألم الآخر، ويفرح له. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع.. وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون. وهذه سنة الحياة؛ لأن الله قد جعل من سننه في هذه الحياة.. أن للشمل التئاما وافتراقا . وسلامتكم