14 سبتمبر 2025

تسجيل

رجل في التاريخ

17 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بطل من أبطال الإسلام، الذين تتلمذوا على مائدة القرآن، وتلقوا عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فما لبثوا أن بهروا العالم بعلمهم وعدلهم وربانية دعوتهم فدانت لهم الدنيا، وجاءتهم تجرر أذيالها تحت أقدامهم في أدق وأحرج مرحلة من مراحل التاريخ...لم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم، وإنما كان هم أحدهم من الدنيا أن تصل كلمة الله إلى عباد الله فتخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، مراد أحدهم من الدنيا فرسا يدفع به في سبيل الله، ودرعا يتقي بها ضربات أعداء الله، وسيفا يجاهد به ظلم الظالمين وكيد الكائدين من الكفرة والمشركين! نعم إنهم الرعيل الأول الذين قال فيهم رب العالمين: (محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم،...)الفتح من الآية (29)، وقال فيهم جل جلاله: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)الفتح من الآية (18).. الحديث عن هذه النخب الإيمانية ليس لمجرد الذكرى فحسب، وإنما للعبرة والاقتداء، نعتبر بأفعالهم ونقتدي بسلوكهم، ذلك أن الأمم تستضيء بمحاسن ماضيها.. أما بطلنا؛ فهو طود شامخ، وقمة عالية، وجبل راسخ، ودوحة باسقة وارفة الظلال طيبة الثمار، قوة في الحق، وورع وتقوى وخوف من الجليل، وصفته أم أبان بنت عتبة – رضي الله عنها- فقالت: "إنه رجل أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربه بعينيه"، نعم إنه رجل تزود من الفانية إلى الباقية فسخر الدنيا للآخرة، تطلع إلى ما عند الله في الحياة الأبدية السرمدية فركل الدنيا بقدميه، لم يأخذ منها إلا ما يستعين به على رضا الله، إنه الفاروق عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بينما أنا نائم، رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت ما شاء الله لي، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وبهما ضعف يغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب، فاستسقى حتى استحالت غربا، فلم أر عبقريا يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا بعطن"رواه الشيخان، وقال عنه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه-: "كان إسلامه فتحا، وهجرته نصرا، وإمارته رحمة" وقال عنه صهيب الرومي – رضي الله عنه -: "لما أسلم عمر تحلقنا حول البيت، وانتصرنا ممن أغلظ علينا".. والسؤال ؛ بماذا بلغ عمر-رضي الله عنه - هذا المبلغ حتى صار علما من أعلام التاريخ يبحث العلماء في سيرته، وتحليل شخصيته، ويكثروا الحديث عن قوته وعدله؟ بماذا؟ وهو البدوي الذي كان قبل إسلامه يرعى إبل الخطاب؟. إنه القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم، ذلك الكتاب المبين الذي مازال وسيظل غضا طريا كما نزل إلى أن تقوم الساعة، يربي الرجال، ويصنع الأبطال، وينشئ الأجيال، نعم، بهذا القرآن تحول بطلنا من القوة المادية التي كانت تعتريه، وتسوقه ليقتل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى قوة إيمانية حين قرأ: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، إلا تذكرة لمن يخشى..)طه الآية (1-3) ليقول: "والله ما هذا بكلام البشر، دلوني على محمد"!! فهل رجعة إلى كتاب الله