19 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناؤنا الخيالة .. حقوقهم!

17 يوليو 2011

لا يبني البلاد إلا أبناؤها الذين لا شك أنهم يبذلون كامل جهدهم من أجل أن تكون في أفضل صورة، ويؤلمهم أي نقد قد يوجه لهم، بل انهم يدافعون عنها بكل غال ونفيس، ومهما استعنا بالعمالة من الخارج، فأبناؤها أولى بها وبخدماتها وعندما يجد المواطن أن بلاده تعز وتكرم وهذا ما تفعله القيادة الحكيمة فإنه لابد أن يبذل جهده من أجل ازدهارها وتقدمها. ومن الفخر أن تجد شباب وفتيات قطر يعملون في كل مجالات الحياة، والكل يشهد بمدى الإخلاص والأمانة، وقد يخشى أحدهم أن يسرف في استخدام أدوات عمله من أجل المحافظة على مواردها. والعمل في الفروسية رغبة كثير من شبابنا وخاصة انها رياضة الأجداد وهي الرياضة التي أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نعلمها لأبنائنا منذ الصغر مع رياضة الرماية والسباحة وكلها رياضات تحث على الشجاعة وتعلم الإقدام والمواجهة دون أي خوف. وما أروع أن نرى التواجد الرائع لهؤلاء الشباب كفرسان في حلبات السباق، وتربح الخيول التي يمتطونها، والخيل تحب من يحبها، وفي هذا المجال فإن هناك الكثير من الخيالة القطريين ممن يعملون في نادي الفروسية، ويمارسون عملهم بأفضل أداء وتشهد عليهم إنجازاتهم التي قدموها في الكثير من المحافل المحلية والدولية ولكن للأسف لوحظ في الآونة الأخيرة، ضعف الاهتمام بالخيالة القطريين المحترفين بالإضافة إلى المتدربين، بعد أن كان هناك الكثير من الرعاية لهؤلاء وتوفير كل الامكانيات التي تؤهلهم للإجادة والتفوق، كما تم تقليل وتقليص الأشواط المخصصة للخيالة القطريين واقتصارها على شوط واحد فقط، مقابل سبعة أشواط خصصت للأجانب الذين يستقدمونهم من الخارج وبرواتب كبيرة لا يمكن أن يحصل عليها أبناء البلاد. وما يؤلم النفس أكثر أن نجد بعض المدربين للأشواط القطرية يضعون العقبات أمام الخيالة القطريين ويحاربونهم اعتقاداً منهم أن الأجانب هم الأكثر كفاءة من القطريين. وبالطبع كل هذا قد يخلق شيئاً من الإحباط والقلق في نفوس الخيالة القطريين، الذين قد يؤثر في نفوسهم ويقلل من اجتهادهم رغم محاولتهم المحافظة على تفوقهم، وكل ما يريده هؤلاء الخيالة أن تتم إعادة الأشواط المخصصة للقطريين، بالإضافة إلى إعادة نفس الأشواط لموسم 2010 و2011، وزيادة عدد الأشواط الرئيسية وتخصيص شوط لهم في كل من كأسي الأمير وسمو ولي العهد في اليوم الرئيسي. ولا شك أن الدورات تصقل المواهب وتزيد الخبرات، ولهذا فإن الحاجة ماسة إلى تنظيم دورات لكل الخيالة المتفوقين، وتخصيص بدل دورة للجميع وعدم الاقتصار على البعض. كما أن الاهتمام بالخيالة الجدد يعتبر تجديدا للدماء العاملة في هذا المجال وتطعيمها بأفضل الكفاءات، وهؤلاء يحتاجون إلى وجود مدرب متخصص يوفر لهم كل ما يحتاجون من صقل مواهبهم ودعمهم لمزيد من الاجتهاد في هذا العمل، وكل هذا لا شك أنه سيرفع من قدراتهم ويجعلهم من المتفوقين والقادرين على خدمة وطنهم، والكثير من الشباب يرغب في أن يكون في مقدرة سعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي أدهش العالم وهو يمتطي فرسه ليضيء شعلة آسياد 2006، وهو يمثل القدوة الحسنة للكثير من هؤلاء الشباب، ولهذا لابد من توفير الامكانيات والحوافز المادية والمعنوية لهم من أجل أن يكون عند حسن ظن القيادة الحكيمة التي لا شك أنها تفتخر بهذه الكوكبة من شبابنا العاملين في مجال الفروسية. ومما لا شك فيه أن خسارة مثل هؤلاء الشباب لهي خسارة كبيرة قد لا يعوضها أي مستقدم من الخارج، فمهما قدم فهو ليس من أبناء قطر، والكل يفتخر كونه وطنيا يخدم وطنه.