13 أكتوبر 2025

تسجيل

يـا ليتـك سكـت !

17 يونيو 2019

قال في مذكراته التي تم الكشف عنها مؤخرا: إنه كان بحاجة لحنجرة جبارة ليصرخ ( لا لحرب عمياء ضد العراق)!.. وقال أيضاً بان اللحظة التي أقر فيها بأن العراق يمتلك أسلحة نووية مدمرة وأجازت واشنطن بموجبها حربها الإرهابية بمعاونة بريطانيا ودول أخرى أجنبية على مدن ومحافظات العراق كانت (من أسوأ اللحظات التي مرت على حياته وإن التفكير بها تجعله يرتجف)!.. مسكين محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والذي كان يمكن أن يكون رئيساً أسوأ من السيسي فيما لو كان نجح بانتخابات الرئاسة يوما وحكم مصر وهو الذي أعطى واشنطن ولندن وحلفاءهما الضوء الأخضر لحربهما الخرقاء آنذاك فمنحها مظلة الشرعية أراد بوش وبلير بها تبرير هجومهما على شعب العراق الأعزل والذي لا يزال يكتوي بنيران الاحتلال الأمريكي الذي استمر طويلا من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رغم عدم اكتشاف أسلحة الدمار الشامل على أرضه !!.. فعلى ما يبدو ان البرادعي أضحى نادماً على تقرير وكالة الطاقة الذرية (المزيف) بشأن امتلاك العراق لأسلحة نووية كعادة المسؤولين الكبار الذين ينحرون بسكين باردة وهم يتقلدون كراسي الحكم وبعد نزوحهم اختياراً أو إجباراً يعترفون بأن ما كان منهم كان الخطأ الذي لن يسامحوا أنفسهم عليه طيلة حياتهم!!.. اليوم يعترف البرادعي بأن العراق تعرض لحرب بشعة لم يكن ليسمح بحدوثها الآن لو كان لا يزال مديراً لوكالة الطاقة الذرية من خلال تقرير يفيد بعدم امتلاك بغداد لأي من الأسلحة المحظورة دولياً ولكن وكما يقول المثل ( كلمة ياريت لا تعمر أي بيت)!.. اليوم تخرج مذكرات البرادعي الخاصة البرادعي بالقول ان شعب العراق تعرض لظلم كبير مما جعل الآلاف يخسرون أرواحهم من أجل الوهم الأمريكي الذي صور لهم الحرية لا يمكن أن تأتي إلا على أقدام الوافدين الذين لم يبالوا بحرمة الأرض العراقية ودخلوها على ظهور الدبابات التي سارت على جماجم شعب لم يكن يريد سوى الاستقرار فإذا به يلقى الاحتلال والحياة تحت نيران الفتنة الطائفية والتفجيرات التي تحدث بصفة يومية والضحية هو الطفل والشاب العراقي الذي كانت بغداد وباقي المدن تعول عليه أن ينهض بها في يوم من الأيام!. طبعاً لا يمكنني في هذا المقام إلا أن أسجل فرحتي المشوبة بالقهر وأنا أرى القوات الأجنبية ترحل عن العراق بعد سنوات قضاها أفرادها في سلب الحريات والتمتع بخيرات العراق والعراقيين وفعل ما تشيب له رؤوس الولدان في سجن بوغريب الذي شهد أسوأ المعاملات اللا إنسانية وكلنا يعلم ما حدث ولاتزال الأيام تنجب عن صور جديدة تشهد على الجرائم اللامعقولة التي مارسها الجنود الأمريكيون والبريطانيون في حق السجناء العراقيين الذين باتوا ضحايا بعد أن اعتبرتهم القوات المتحالفة مجرمين مذنبين!. ولكن ماذا يفيد بعد سنين طويلة من الاحتلال والظلم والقهر وسلب الأرض والعرض ؟..ماذا يفيد الآن ونحن نرى العراق يتقسم رغم إصرار الحكومات المتتالية على استقرار البلاد وإن الأمن مستتب وكل شيء على ما يرام وما يحدث هو مناوشات لمتمردين (كارهين للحكومة والوطن)؟!.. ماذا يفيد اليوم الحديث وقد آل الحال إلى ما هو عليه اليوم في بلاد الرشيد؟!.. حقاً ما الفائدة إن كانت تعد ربا والربا حرام في شريعتنا ؟!.. ماذا يفيد وما خلفته هذه الوشاية الكاذبة للبرادعي فاتورة أكبر من أن تعوضها خزائن واشنطن ولندن والأمم المتحدة مجتمعة ؟! لم كان هذا الاعتراف والعراق اليوم منهك القوى خالي الوفاض يرمم علاقاته مع جيرانه ويحارب دواعش بلاده فيعلن النصر عليهم في الموصل فتستيقظ خلاياهم النائمة في باقي البلاد ؟! ما أجمل كلمة العراق حين تجد من يحنو عليها من ساستها ويبنيها شعبها ولكن بعد أن تقولوا للبرادعي اخرس والحساب في الآخرة !. فاصلة اخيرة: عندما كان (القيصر) يحكم كنت أحب ( بلدته) وحينما حكم (الجرذان) كرهت رائحة (القمامة) ! [email protected]