18 سبتمبر 2025

تسجيل

مجاهدة النفس في رمضان

17 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تظل نفحات شهر رمضان وبركاته تفوح على الأمة الإسلامية كل عام، حاملةً في طياتها الكثير من المعاني والواجبات العملية لنهوض الأمة وتطورها على كل المستويات، ليرسم لنا شهرالصوم مشروعًا إصلاحيًّا للفرد والأمة، ويبقى الواجب علينا أن نتعرض لهذه النفحات؛ عسى الله أن يهدينا إليها ويعيننا على حسن استثمارها.وإن من نفحات الله المباركة علينا شهر رمضان المبارك، الذي يُعد مدرسةً للأمة للتقربِ إلى ربها، وتنقيةِ نفوسها، ومراجعةِ أهدافها وخطواتها، واغتنامُ هذه الفرصة الثمينة والهدية الربانية خيرُ زاد للسائرين علىطريق الدعوة إلى الله.إننا بحاجة ماسَّة إلى ما يمكن تسميته "فقه تغيير النفوس في رمضان"، لنستطيع أن نستثمر هذه النفحات الربانية لننطلق نحو آفاقٍ أسمى في واقع حياتنا، مغتنمين هذه النفحات المباركة في هذا الشهرالفضيل لتوجيه أنفسنا نحو الأفضل وعلاج ما بها من أسقام وعلل؛ فتزكو بروح الإيمان، وتسمو بفيض القرآن.أما عندما يكون الإخلاص في العمل لله، فإن العامل يعمل في نفسه، ولا يحتاج إلى مراقبة من أحد، لأنه يشعر بمراقبة الله له في كل مكان في السر والعلن، ويخلص في أداء واجبات عمله، وينتظر الثواب من الله في الدنيا والآخرة.ومجاهدة النفس هذه ليست عملًا مرحليًّا يتوقّف بعد حين. إنها عمل ممتدٌّ ماضٍ مع المسلم حياته كلها حتى يلقى الله على هذه المجاهدة. وليست هذه المجاهدة هي العمل الوحيد الذي يمضي مع المسلم عمره كله ليزوّده بالطاقة اللازمة للنهوض إلى سائر التكاليف. فمع مجاهدة النفس يمضي ترديد الشهادتين مع ذكر الله بالدعاء والتوبة والاستغفار ليظلَّ لسان المؤمن رطبًا بذكر الله، وأداء الشعائر بحقّها، وطلب العلم من الكتاب والسنّة واللغة العربية صحبة عمر وحياة، صحبة منهجيّة. هذه القضايا الأربع متماسكة فيما بينها، كلُّ واحدة تُغذي الثلاث الأُخرى بهدايةٍ من الله وفضل، حتى يظلَّ الإيمان ينمو، والنفس تزكو، والجوارح تطهر، والعمل مبارك مشرق يمضي على صراط مستقيم واضح.