13 سبتمبر 2025
تسجيلما يزال الشرق الأوسط فىي طور إعادة إنتاج التحالفات الدولية على أرضه وعبر حروبه أو من خلال العملية الجارية لإعادة تشكيله.ويبدو أن التحالفات التى نظر لها خلال الشهور الماضية، باعتبارها تغييرات مستجدة (أو ثوية) تقلب كل المعادلات المستقرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ،تتغير هى الأخرى بسرعه ووفق أولويات غير متوقعه لتعيد إنتاج تحالفات جديدة مختلفة .وباختصار،قد نرى روسيا ،تعود لتركيا فى وقت ليس ببعيد ،على حساب إيران والنظم الطائفية في العراق وسوريا ،ونحن نتابع الآن روسيا وهي ترفع نفسها تدريجيا من مأزق التحالف والارتباط بهذا التحالف (الطائفي) الذي أدخلها في ورطة عداءاته على صعيد الراي العام العربي والاسلامي،بما يفتح الطريق مجددا لعلاقات غير عدائية مع تركيا ،فيما قد نرى تركيا أقرب للابتعاد عن الأطلسي أو عن الولايات المتحدة وأوروبا بسبب الاندفاع الأمريكي الفرنسىي- وأخيرا الألماني -في دعم القوات الكردية ،المموهه تحت عنوان سوريا الديموقراطية.وهو ما سيفتح الباب أمام تغييرات كبرى جديدة مختلفة عن التغييرات التى جرت خلال العام الماضي. ويمكن القول بأن المنطقة تدخل الآن ،مرحلة أشد خطرا وأقرب إلى أن تكون ساحه ارتطام أمواج عاتية،بسبب التغيير الملحوظ فى الاستراتيجية الإيرانية من جهة ،والتحضيرات الإسرائيلية الجارية لتدخلات علنية في مناطق تجري بها حروب داخلية، لحسم قضايا ترى إسرائيل إن حانت فرصة حسمها لمصلحتها استراتيجيا.إيران تعيش اندفاعة استراتيجية بالغة الخطر في تأثيرها على العلاقات فى الإقليم وعلى نمط الصراع القائم حاليا .إيران تبدو في وضع انتقال استراتيجي من تلك المرحلة التي اعتمدت فيها استراتيجية إنماء العنف وتشكيل الميلشيات وتفكيك الدول تدريجيا،إلى مرحلة الهجوم الواسع العلني بقواتها داخل الدول العربية ،على خط يمتد من حلب إلى الفلوجه وربما هو ماثل أمامنا أيضا فى محور صنعاء تعز باليمن .هذا الخط الإيراني يطرح حالة ما على الجهة الأخرى من هذا الخط (الجانب الغربي)،وهنا يثار احتمال الحركه الإسرائيلية –على خلفية العلاقات مع روسيا وتصاعد الدور العسكري الأطلسي والأوروبي في المنطقة-باتجاه ما على الجانب الآخر من هذا الخط ،ليطرح مصير دول ومصير مناطق من دول وعلى الأخص غزة وأراضي السلطة الفلسطينية ومناطق التماس معها.بل يمكن القول ،بأن المنطقه الواقعه غرب خط حلب الفلوجة صنعاء وتعز ،ستكون منطقة الحركه الاستراتيجية المتوقعه من إسرائيل.تلك الحالة الاستراتيجية الجديدة ،ستولد طاقات واتجاهات مضادة لاشك في ذلك ،فضلا عن أنها مرحلة تصيب إيران بالانعزال عن بعض حلفائها لتمارس حالة الانكفاء على مشروعها الاستراتيجى وحيدة ،وهى مرحله ستعيد طرح التحدى الإسرائيلى عربيا ولدرجة الخطر بحكم استناده لوجود قوات غربية على الأرض العربية.وهناك على شواطىء ليبيا ،تجري حالة مروعة من ارتطام الأمواج .فنحن أمام قرار باستباحة أية دولة للشواطىء الليبية بقواتها العسكرية، تحت عنوان حظر السلاح بالقوة.وغدا ستكون سواحل ليبيا في تلك الوضعية التي شهدناها حين جرى احتلال سواحل الصومال من كل من أراد في العالم تحت عنوان مكافحة القرصنة .تلك الحالة تجعل سواحل العرب على المتوسط –لا السواحل الليبية وحدها-ساحة حراك وصراع وتلاطم مصالح واحتكاكات فضلا عن أننا أمام استباحة الأرض لا البحر فقط ،إذ من يحارب على السواحل سيمد دوره إلى الأرض وفق مقضيات المطاردة الساخنة أو تجفيف منابع الإرهاب أو تعطيل وصول الهجرة غير الشرعية على الأرض قبل الوصول للبحر ..الخ.أمواج متلاطمة عاتية لإعادة ترتيب التحالفات واحتمالات توسع الحروب باتجاه خلافات حول ترسيم الحدود ومناطق النفوذ والسيطرة .