27 أكتوبر 2025
تسجيلبعد غروب شمس يوم 29 شعبان من كل عام، يترقَّب المسلمون إعلان موعد أول أيام رمضان اعتمادا على الرؤية لقول نبينا الكريم /محمد/ صلى عليه وسلم في هلال رمضان //صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته//، ويصر علماء المسلمين على هذا النهج حتى اليوم، فالرؤية بالعين المجردة كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة أول يوم في رمضان، علما بأن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه //والشمس والقمر بحسبان// وهذا ما يدل على ان للفلك مكانة في تحديد الزمن وهو ما اثبته علم الفلك اليوم، فلماذا التمسك بالرؤية وترك ما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه في هذا الشأن؟ وقد تمكن العلم من حساب أول يوم من رمضان لكل سنة وفي هذا توحيد للأمة الإسلامية. لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كلام مفصل في هذه المسألة يرجع إليه كثير من العلماء ، ومما قاله: فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا، وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ، مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو، أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم. بدأت منذ الليلة الماضية عملية مراقبة الهلال بعد غروب شمس اليوم الـتاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحياناً، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته.. وحتى كتابة هذه السطور لا نعلم ان كنا سنصبح صائمين ام ننتظر مع التزام المسلمين بما تسفر عنه رؤية الهلال في بلدهم. فإذا كان هناك بلد لا يستطلع رؤية هلال رمضان، عليه الالتزام برؤية أقرب بلد، سواء كانت السعودية أو غيرها من البلاد الإسلامية. كل عام في مثل هذا اليوم تقوم المراكز والمراصد الفلكية العالمية بالإعلان عن رأيها العلمي وتحديد موعد رمضان، ومن الممكن أن تصيب توقعات هذه المراكز وتصادف رؤية الهلال، ومن الممكن أيضاً أن تُخطئ التوقعات ويظهر الهلال قبلها أي أنه لا يؤخذ بها إلا إذا توحدت مع الرؤية البصرية بالعين المُجردة، وفي كلتا الحالتين يبدأ الصيام وفقاً لرؤية الهلال. يتفق غالبية علماء المسلمين ان الرؤية الشرعية لا تتعارض مع الحسابات الفلكية، ولكن يمكن أن تتعارض الشهادة مع الحساب ويتوجب في هذه الحالة الأخذ برأي الحساب لأن الرؤية بالعين ظنية والحسابات الفلكية يقينية وقطعية. هذا ما دل عليه العلم وعليه نقول صوما مباركا سواء بالرؤية العينية او الفلكية. وسلامتكم