11 سبتمبر 2025
تسجيلفـــى الـفـتـرة الأخــــيــــرة، عـنـد الـتـشـديـد مـن وزارة الـداخـلـيـة على المتجاوزين مـن الجانب الأيـمـن، أثـنـاء خـط السير الـعـام ، نـظـرا لـلاخـتـنـاقـات المـروريـة وعدم القدرة على الانتظار حتى تفتح الإشـارة أو ينقضى الزحام بصورته الطبيعية، وإضـافـة إلـى من يستخدم مـواقـف ذوى الإعـــاقـــة فـى الأمـــاكـــن المـخـصـصـة لهم ربـمـا أثـلـج صـدور الكثير منا وتـذمـر البعض الآخـر، وخـاصـة أن قـانـون المــــرور قـد حـدد بـمـوجـب المــــادة ( 143/ ) بمخالفة وقيمتها 500 ريال، ولكن لا حياة لمن تـنـادى للكثير، ويطيب الخاطر أثـنـاء السير الـعـام مع الاختناقات المرورية فى كل شـوارع الدولة، وما يزداد من الاختناقات الإضافية للفرد عندما تكون منتظما فى خطك العام فى السير وتجد بكل سهولة من يسلك اليمين ويتجاوزك وربما أتـاح هـذا التجاوز للكثير أن يسلكوه وكـأنـه أمــر طبيعي لديهم ورغـم مـا يصيب الكثير منا بـعـلامـات الـدهـشـة والتعجب وهـى عندما نسافر إلــى الـخـارج وبـالأخـص الـــدول الأوربـيـة، تجد الأشـخـاص مـن المـواطـنـين الخليجيين والـعـرب بشكل عـام يحترمون كل صغيرة وكبيرة فى قوانين أوربـا ويمشى عليها مثل الساعة وكما يذهلك تجده فى كل خطوة يخطو إليها سواء بالإشارة أو على القدم أو فى مسار الحياة العامة يحترم القانون من الألف إلى الياء ويعمل ألف حساب للقانون الأوربى وعقوبته الرادعة.. وحـيـنـمـا يـعـود إلـى الــوطــن وكـأن لــم يـكـن لـديـه نفس القوانين فى بلاده.. والـــســـؤال الــــذى يـطـرح نـفـسـه: لمــــاذا نـحـتـرم قـوانـين الآخـريـن بـالـخـارج ولا نـحـتـرم قــوانــين أوطـانـيـنـا من كـل الـزوايـا واحـتـرام حـركـة الـسـيـر وإن كـان الـقـانـون بشكل عـام فـى حياتنا الأسـريـة والعملية والمـروريـة، رغم أن التعريف الحقيقى لمفهوم القانون فهو واضح للجميع ويساهم فى الحفاظ على أمن وسلامة الأفراد والمـجـتـمـع مـن كـل الــجــوانــب بـمـوجـب مـفـهـومـه، وهـو عـبـارة عـن مجموعة مـن الـقـواعـد الـقـانـونـيـة وهدفها تنظيم سلوكيات الأفـراد ويكون مصحوبا بمجموعة من الـجـزاءات تحدد من السلطة، حتى لا تكون هناك فوضى بين أفراد المجتمع وهذه القوانين تكاد تكون فى الصالح العام للفرد والمجتمع مثل ما قاله الفيلسوف بــســوت.. حـيـث يملك الـكـل فـعـل مـا يــشــاءون دون ألا يملك أحد فعل ما يشاء وحيث لا سيد، فالكل سيد، وحيث الكل سيد فالكل عبيد)، فالقانون واحترامه وكيفية تطبيقه بالصورة التى تطمح لها الدولة ويطمح لها كـل فـرد يطمح إلـى الأمــن الحقيقى للحفاظ على سلامة الأرواح وتجنب الحوداث، فهي ليست مسؤولية الـدولـة والقائمين على تنفيذه بقدر مـا هـي مسؤولية مـشـتـركـة مــن الـجـمـيـع فــى تـطـبـيـقـه، وذلـك ابـتـداء من الأسـرة والمجتمع والمسؤولين والقائمين على تطبيقه، ونـحـن بالفعل بـحـاجـة مـاسـة إلـى ثـقـافـة مجتمع من الجانب التوعوى بثقافة احترام القانون على أنه سلوك اجـتـمـاعـى مــن الـطـفـولـة يـزرع بــداخــل الأبـنـاء ويـكـون الـوالـدان نموذجا قياديا واجتماعيا يقتدي به الأبناء في قيادة السيارة واحترام قوانين الدولة، حتى ينشآ الأبـنـاء في ظل بيئة صحية تحترم القانون كما نراه في الغرب وربما نكون في حالة من الذهول لأنه ثقافة منبثقة مـن المـجـتـمـع، ولـيـسـت مـجـرد قـوانـين تصدر ونصرف الملايين عليها، ولا نصل إلى الهدف المنشود بسبب الاستهتار وقلة الوعي وإضـافـة إلـى الواسطة والمحسوبية والـتـى يستغلها البعض مـن المسؤولين أثناء السير ويطالب بتسديد المخالفات، ولكن هناك من يخففها من على عاتقه أو يقوم بحذف البعض منها، ويكاد يكون هذا الإحساس والشعور وصل لدى العديد من أفـراد المواطنين وإضافة إلـى سلوك آبائه الصادر منه أمامهم والتباهى بأنه تجاوز إحـدى الإشـارات أو استخدم سرعة عالية ولا يبالى إلى المخالفات المرورية وذلك لأنك مقتدر فى دفعها أين كان المبلغ، وإذا كانت هـــذه الـقـدوة مـن الآبــــاء والمـسـؤولـين فـكـيـف نحاسب أبناءنا عند القيادة واستهتارهم بها، وبالفعل نحن بحاجة ماسة إلـى ثقافة مجتمعية تبث بـين الأجيال القادمة ابتداء من الأسرة وحتى الأجيال على مستوى المـدارس والأنـديـة والمـراكـز الشبابية بصورة مضاعفة فى شكل فعاليات وملتقيات يقودها الشباب أنفسهم باختيار القيادات منهم ليكونوا هم الصورة المؤثرة فى من يحيط بهم من زملائهم ويستطيع التأثير فيهم وبث روح السلوكيات الإيجابية واحـتـرام القانون بالصورة الـتـى نطمح لها وربـمـا تـكـون أكـبـر منها للحفاظ على سلامة الأمن والمواطنين بشكل عام والأفراد من الأجيال الـشـابـة بشكل خـاص.. وإضـافـة إلـى الـتـركـيـز المكثف على المعسكرات الشبابية والأنشطة الصيفية فى شكل فعاليات ميدانية ترفيهية اجتماعية قانونية توضع من قبل الـشـبـاب أنفسهم بـشـراكـة مشتركة مـن الداخلية ومراكز الشباب والأندية، وإضافة إلى الحملات الثقيفية ويتبناها الشباب من المراحل الشبابية المختلفة، وسوف نجد ثمارها لأنها من صنعهم ونحن قادرون على ذلك..