04 أكتوبر 2025
تسجيلما أن تدخل لأي مؤسسة خدمية إلا وموظفو الصفوف الأمامية منكفئين على الأجهزة الحاسوبية التي انتشرت " كالنار في الهشيم " وباتت إحدى أهم أدوات العمل وسرعة إنجازه ولا لغة اليوم للعامة والخاصة بغير لغات بوابات التواصل الاجتماعي ومستحدثاتها المتلاحقة... بدايات الثمانينات كان الأمر مختلفا القليلون فقط سمعوا أو تعاملوا بهذا الساحر المدهش رجل الأعمال المعروف " المناعي " كان من بينهم حيث أسهمت شركاته بتجارة " التكنولوجيا " وطرحت برامج للتدريب والتأهيل. آنذاك ساورني قلق كيف سأتمكن في الغد القريب من مساعدة أطفالي في دروسهم المدرسية، وكيف لي متابعة الأحداث وفق اهتماماتي الإعلامية وقد وجدت ضالتي في " شركة الكمبيوتر العربية " فالتحقت بأول دورة أعلن عنها ولم يتجاوز عددنا العشرة.. انقضى الأسبوع الأول لم تتعد معلوماتنا أبجديات " الحوسبة " ومعرفة بعض أجزاء الجهاز في حين كن متعطشين للتلاعب بالأزرار واختراق الأسرار والمحاضر يحد من انطلاقتنا فأودعت صندوق المقترحات رسالة مطالبة تخصيص جزء من المحاضرة للتمارين التطبيقية... في أحد الأيام دلف للقاعة شاب قطري طويل القامة ألقى التحية مقدما نفسه أنه " عادل المناعي " وحدثنا: أن من يؤهل نفسه بعلم الكمبيوتر إنما يمحو أميته باستشراف المستقبل وأن العالم حولنا بات يتعامل بالحوسبة عوضا عن أي أوراق وملفات الخ.. وقال بما أنكم أول دفعة لدورة رفيعة المستوى فتلفزيون قطر برنامج "جريدة المساء " سيسجل حلقة معكم وسأل عن الراغبين بالمشاركة. طأطأ الجميع رأسه علامة الرفض.. فإذا " المناعي " يخرج ورقة صفراء من جيبه كمفتاح لمبتغاه وأردف أنت صاحبة الرسالة تشاركين ولم يترك لي خيارا آخر حيث سألني من زوجك لنستأذنه فقلت له أنا أقوم بالمهمة..لكنه ألح وما أن أخبرته.. قال الأخ صديق ونعرفه كإعلامي اقتصادي أيضا. كانت الحلقة مميزة أن تحدث المشاهدون عن الزائر الجديد الذي سيشاركهم حياتهم وتركز محور النقاش عن أهمية فك طلاسم " التقانة " ليفأجئني مقدم البرامج الزميل الإعلامي مبارك عمر سعيد ما دافعك لتلقي مثل هذه الدورة وأنت زوجة وأم لأطفال فذكرت أنه الخوف من الأمية التي تحد من قدراتي مساعدة أبنائي مستقبلا بجانب رغبتي حفظ مستندات ثبوتية للأسرة وبعض الكتب والإصدارات الثمينة الخ وتحدث " المناعي " للبرنامج الذي سجل بالقاعة بحضور جميع المتدربين بعقلية المعلم الاقتصادي ورجل " بزنس " يقيس مفردات حياة عصرية ستدار بالتكنولوجيا وسيقاسم الايفون والايباد أولادنا أوقاتهم وبضغطة زر يطوف بهم لأرجاء المعمورة.. ما دفعني لسرد هذه الوقائع ما تشهده قطر الآن من نقلة نوعية لتوطين التكنولوجيا الحديثة بكافة المؤسسات وهي تقود نهضة اقتصادية علمية قوية وسريعة ادواتها حصاد الثورة المعلوماتية وما أنتجته من أجهزة دقيقة تسهل الحياة وتيسرها نجدها بمستشفياتنا وحجرات التعلم والبيت والنادي والشارع.. إنها حقا نعمة إن أحسن استغلالها واستخدامها . همسة: شكرا لرجل بقامة " المناعي " أتاحت لنا استنارته المبكرة التعامل بالتقانة ومعرفة شيء من خباياها.