12 سبتمبر 2025

تسجيل

هي قطر بقيت أم رحلت

17 مايو 2020

حين تناقلت الأخبار باحتمالية خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي أو استمرارها فيه، قلت صراحة إنه لم تعد مشكلة قطر أن تبقى في مجلس التعاون ( قديما ) التهاون ( الآن ) لأنها سواء رحلت عنه أم بقيت ستظل (قطر) لن ينقص من اسمها ومقدراتها ومخصصاتها وثرواتها وتاريخها ودورها الإقليمي والدولي شيئا، لأنها أسست وطنا يمكنه أن يعتمد على نفسه في كل شيء، ويرتكز على مقدرات أرضه وشعبه لا سيما بعد فرض الحصار الخليجي الثلاثي عليها وتيقنها من أن مهمتها في حماية نفسها أولى من البحث عن دور هذا المجلس الذي وقف وقفة المشاهد السلبي لكل ما تعرضت له قطر من حصار وهجوم وفبركة وقرصنة رغم وجود كل الدلائل التي تثبت تورط أعضاء في المجلس بكل هذه الهجمات على قطر، ومع ذلك ظل المجلس وواصل صمته الذي ما كان له أن يصمت مع وجود عضو فيه يتعرض لكل هذا الظلم وكان عليه أن يُفعّل لجنة حل المنازعات النائمة في أحد أركانه منذ الدقائق الأولى التي افتعلت الرياض وأبوظبي والمنامة المشكلة ضد قطر في قرصنة مواقعها الرسمية ونشر تصريحات مغلوطة رسمية أرادت هذه الدول منها أن تجد لها ممرا وقناة رسمية لتنفيذ مخططهم الآثم الذي كان على شكل إعلان الحصار البري والجوي والبحري على قطر يوم الخامس من يونيو من عام 2017، ورغم كل هذا لم يحرك هذا المجلس ساكنا ووقف بكل جبروت إلى صف المعتدين بل وساهم بهذا الاعتداء الجائر على الطرف المُعتدى عليه على لسان أمينه السابق عبداللطيف الزياني الذي سكت ما يزيد على السنة ولم يحرك ساكنا واحدا ينصف المظلوم في هذه الأزمة، وحين تكلم، تكلم مهاجما قطر ومغردي قطر وإعلام قطر وحكومة قطر فليته سكت وواصل صمته على أن يكون مساهما بصورة ما في حصار بلدنا والهجوم عليه. كنت قد وضعت تصويتا غير رسمي على رغبة أهل قطر والخليج في بقاء الدوحة ضمن منظومة التعاون الخليجية أو رغبتهم في أن تتركها لمن يتحكمون بها، وجاءت النتيجة أن الأغلبية ضد رحيلها وإن كانت هذه المنظومة لم تؤد دورها المطلوب أمام أكبر أزمة تواجهها بل لم تحرك ساكنا يذكر إزاءها وكان سبب الذين رفضوا هو أن موقف الحكومات الرسمية لدول الحصار لا يعبر عن رغبة شعوبها المحبة لقطر ومع هذا تبدو معطيات الرحيل أقوى من أسباب البقاء، وقطر إنما تتعامل مع حكومات وهذه الحكومات للأسف هدمت هذا المجلس الذي لم يحقق المأمول منه منذ إنشائه في عام 1981 حتى الآن ونحن نناصف عام 2020 ولم يستطع أن يرقى لمتطلبات شعوب المنطقة في جعل الخليج واحدا وشعوب هذا الخليج على قلب واحد تماما كما كان يجب أن تكون عليه حكوماتهم التي من أهم أولوياتها أن تزيد من عضد هذا المجلس وتلاحمه لا أن تكون سببا في اهترائه وزعزعته كما حدث مع الأزمة المفتعلة ضد قطر ومع هذا ستظل قطر كعبة المضيوم والبلد العربي المسلم الذي سيحافظ على علاقته المتميزة مع شعوب الخليج، سواء بقي في منظومة التعاون أو غادرها، ولعلكم تعرفون أن قطر كانت ولازالت من أحرص الدول الخليجية على مجلس التعاون، لكنها بلاشك لن تسعى لذلك على حساب أرضها التي كانت في يوم ما ولأكثر من مرة سامحنا فيها وعفونا ؛عرضة لهجوم فعلي من جيوش ومرتزقة هؤلاء الدول، لولا أن كان هناك محط لأقدام العقلاء لحدث ما لا يحمد عقباه ولصارت الأمور إلى غير ما نشهده اليوم، وبصراحة نقول إنه لولا وقوف كل من الكويت وعمان موقف المحايد الساعي للصلح وتهدئة الأمور لكان موقف قطر من هذه الأزمة موقف البلد الذي سيعطى له كل الحق في الدفاع عن نفسه بكل الطرق المشروعة والمستطاعة له وإلى الآن فموقف قطر الحقيقي سيتضح أكثر إن طالت هذه الأزمة أكثر وأكثر في الوقت الذي يواصل هؤلاء تعنتهم وهجومهم المتواصل على قطر والأيام بيننا. [email protected] @ebtesam777