19 سبتمبر 2025
تسجيليقود اليوم القطاع الطبي معركة لحماية المجتمع كله من هذا الفيروس القاتل والجامح وغير المعروف، أفراد القطاع الطبي بجميع مستوياتهم هم ممثلو الطبقة الوسطى في أي مجتمع، اليوم يحتاج المجتمع إلى هذه الطبقة بجميع مستوياتها الطبية والاجتماعية والثقافية؛ لحفظ توازن المجتمع النفسي والبدني. حدثت طفرة سابقة لدخول مجالات الطب والتمريض والمختبر لكن طغيان المشاريع الريعية الترفيهية ؛ أدى إلى غياب مركزية هذه التخصصات في المجتمع؛ إذا أدى إلى تسربها إلى قطاعات ريعية جرياً وراء المادة. إن ضرورة إعادة تمركز الصرف والامتيازات لأصحابها سيحفظ توازن المجتمع، وسيعيد لمثل هذه المهن الإنسانية الشريفة بريقها. كنت أعتقد أن أزمة الحصار ستعيد إلى الطبقة الوسطى مكانتها الحقيقية، إلا أن ظني خاب حينما استولت لغة الخطاب والشعر على المجال العام بشكل طغى على ما تحقق فعلياً. أرجو من الله أن يحفظ قطر وسائر البلاد والعالم أجمع من هذه الجائحة الضارة على أن نتعلم منها درساً مهماً ؛ وهو أن نعمل على توسيع هذه الشريحة من الطبقة الوسطى ما أمكن؛ لأننا سنحتاجها في كل أزمة مهما كان نوعها أو شكلها. حيث إنها طبقة حقيقية تمتلك وجودها وأدوات إنتاجها وأن لا نجعلها في حيرة؛ حينما تجد من أنشطة الريع ما يحقق أضعاف ما تحققه وهو لا يضيف إلى المجتمع شيئا يُذكر. الحاجة إلى الرشد في التفكير ورسم الإستراتيجيات أصبحت ضرورية، الحاجة إلى الترشيد أصبحت ماسة، لن ينجو سوى المجتمع الراشد الذي يُدرك أن المستقبل يحتاج من الحاضر الوعي، بأن الثروة هي ثروة للمستقبل كذلك، وبأن الدولة هي دولة المستقبل، وبأن الشعب أجيال قادمة، وبأن التاريخ هو تاريخ الرُشد، وبأن العاقبة لمن اتخذ الرشد سبيلاً.