12 سبتمبر 2025
تسجيلأعظم أمرين في هذه الحياة يسكنان قلب كل البشر هما الإيمان والحب فلا قلب بلا إيمان ولا قلب بلا حب فبالإيمان والحب تحيا القلوب حياة الرخاء والسعادة والنشوة المستدامة التي لا يعادلها ثمن في هذه الحياة التي ملأناها وعمرناها في زمننا هذا بالكثير من الأخلاقيات التي لا تبني حياة ولا تؤسس سعادة ولا تنتج تاريخاً. لم أجد عملا يُعمل إلا ويكتمل بالإيمان ، والإيمان لا يكتمل إلا بالحب معادلة لا يمكن الفكاك منها بأي حال من الأحوال فلاحب بلا إيمان ولا إيمان بلاحب حتى في حياة العشاق لن يكتمل الحب بدون إيمان صادق بمن تحب وبدون إيمان صادق بكل عمل تعمله وبكل كلمة تقولها وبكل خيال تتخيله فلا يمكن آن تكون مؤمنا وأنت تكذب على من تحب وتحتال وتخدع وتكيد وتظلم وتتآمر ولا يمكن أن تكون مؤمنا وأنت لا تحب الله ورسوله.للأسف أننا نظلم أنفسنا عندما نجعل من الإيمان ظاهرة جسديه ولباس يلبس وشكلاً نظهر به وننسى أن الإيمان مضمون واعتقادٌ قلبي وقول وعمل باطنه مثل ظاهره ونظلم الحب عندما يكون رسائل وكلاما معسولا وأشعار وننسى أن الحب نية وصفاء وصدق وأخلاق يرتقي به الإنسان فوق الأنا وينزل لأدنى درجات التواضع المعز.ولعل التصديق والطمأنينة هما جوهر الإيمان وهما في ذات الوقت جوهر الحب ، وكلاهما من جواهر القلب ومستودعها الذي نتعايش به مع كل أحداث الحياة ونتعايش مع كل المخلوقات في هذا الكون الفسيح فالحب في مضمونه هو الرحمة التي نتعايش بها مع جميع المخلوقات فالله يقول وله المثل الأعلى في الحديث القدسي (رحمتي سبقت غضبي) وهذه قمة الطمأنينة التي يعيش بها المخلوق مع خالقه ويعيش به المخلوق مع الخلق ، والرحمة أعلى درجات الحب عندما تترجم قولا وعملاً وخلقا.عندما نتحلى بالإيمان والحب فسوف يسود العدل وستتحول الأمور جميعها لمتضاداتها فيصحب البؤس سعادة والغضب رضا والمر حلواً والشر خيراً والخوف أمناً وقس على ذلك وعندما نتحلى بالإيمان والحب حينها نقتل الحسد والكره والحقد والكذب والكيد والغدر.لذا لابد أن نعمل اليوم على فحص إيماننا وحبنا ونضع الميزان له ونعرف أين فقدناه وأين أوجدناه ولنجعله ميزاناً للتعامل وصانعاً لكل قرار وأساساً لكل عمل وغاية لكل هدف ومحركاً لكل فعل فالله سبحانه وتعالى ميزنا عن الخلق بالعقل وعندما يميزنا بالعقل فذلك يعني أنه ميزنا بالعلم وميزنا بالحكمة وميزنا بالإدراك وجميعها جوانب فكرية ووجدانيه لابد من تفعيلها في حياتنا فالإيمان والحب كما قلنا عملٌ واعتقاد فلا يمكن أن يصلح العمل بدون اعتقاد ونية خالصة صادقة ولن يصلح الاعتقاد من غير عمل يترجمه على أرض الواقع.هذه هي الحياة لمن أرادها بسعادة ومن طلبها بغير ذلك فسيجدها صعبة عصية وإحساسا غير طبيعي لأنه يسير عكس التيار فحينها سيحتاج لقوة غير طبيعية لن يجدها .فلا تكن حرباً على نفسك.