14 سبتمبر 2025
تسجيلنحن أيضا نملك لاجئين بشعر أشقر وعيون زرقاء! وهناك لاجئون أيضا لا يختلف مظهرهم عن اللاجئين الأوروبيين كما أن تعاملهم يبدو أكثر رقيا من غيرهم ولكن قاتل الله العنصرية التي تفرق حتى في الإنسانية وفي ظروف نكاد نقسم بأن ظروف اللاجئين العرب أكثر مرارة وصعوبة وشقاء وشتاتا، فالآن ظهر التمييز بأبشع صوره في الحرب الروسية الأوكرانية وخرجت أصوات نشاز ترى أن اللاجئين الأوكرانيين لا يشبهون في أشكالهم وتعاملهم وهوياتهم وجنسياتهم نظراءهم من الدول العربية المنكوبة من العراقيين والسوريين وغيرهم من الذي قهرتهم ظروف بلادهم إلى الهرب لأوروبا، لعل بها ما يمكن أن يحسن ظروفهم ويجدون فيها ربع ما يحلمون به والذي كان مستحيلا لهم أن يحققوه في مجتمعاتهم غير المنصفة والتي ترميها الدنيا يمينا ويسارا فلا يجد أبناؤها ما يمكن أن يلقوه ويسر خواطرهم أو يشبع بطونهم والمصيبة أن كل هذه الدعوات كان على منصات إعلامية تحمل أسماء مرموقة في الإعلام الأمريكي والأوروبي وتتحمل هذه القنوات سقطات مذيعيها الذين حاول بعضهم ترقيع ما قاله بترهات لا يمكن أن يقبلها أحد بينما ظل آخرون على نهجهم العنصري ضد اللاجئين العرب، بل إن قوات الأمن الأوكرانية حينما فتحت قطاراتها لمن يريد الخروج من البلاد بأمان وضعوا ترسا بشريا لمنع المقيمين العرب والأفارقة من الدخول بغية التحاق مواطنيهم بالقطارات التي يمكن أن تصلهم لبولندا لذا لا تواصلوا إخبارنا بإنسانية العالم الأوروبي ومنصاتهم وحكوماتهم تخرج ذاك الغل تجاه العرب الذين مات كثير منهم على شواطئهم من أطفال وغرقى حاولوا الوصول إلى أحلامهم في القارة العجوز فإذا من يدعي الإنسانية والرأفة والعطف على هؤلاء المهجرين هم أشد قساوة من أوطانهم وأشد عنصرية تجاههم، ومع هذا لا يمكن أن نعمم كما هو الحال في كل ظاهرة ولكن للأسف في أزمة أوكرانيا العويصة مع روسيا لا يمكن في هذا الظرف سوى أن تظهر التصريحات التي تسيء لأي طرف بالعالم ولذا فقد جرت ألسنة بعض المراسلين والمسؤولين السياسيين الأوروبيين على أن يعقدوا هذه المقارنة التي أعتبرها غبية وغير موفقة بين اللاجئين الأوكرانيين الذين نتعاطف معهم بلا شك في الشتات الذي يعيشونه بسبب الحرب الدائرة على أرضهم مع طرف قاس ومعروف بجولاته الحربية والعسكرية وخبرته فيها وبين لاجئي العرب تحديدا، وهو أمر قد لا يلتفت له أحد في أوروبا اليوم وسط السيرك السياسي الذي تعيشه جراء هذه الحرب والتي يمكن أن تتغير بعدها خارطة القارة إلى ما يمكن أن يزلزل عروشا ويسقط أخرى لا سيما وإن المواقف تتباين بين ضخ المزيد من العقوبات على روسيا وبين عزلها دوليا بشكل تام. مأساة الشتات واحدة ولا نستصغر أشكالها على أحد لكننا وإن كنا من عالم ثالث متواضع فإن الإنسانية والبشرية تجعل الجميع متساويا أمام هذه المصائب وكما نتعاطف مع أي مشرد بغض النظر عن ماهيته وجنسيته وبلاده فإنه لا يمكن أن نرضى أن تخرج مثل هذه التصريحات التي تهدم إنسانية أوروبا وهي التي تحتاج اليوم لتعاطف العالم معها وإن كانت تلقى أكبر تعاطف يحدث رياضيا وسياسيا واقتصاديا في ازدواجية غريبة بحيث ما تم تحريمه على شخصيات وكيانات عربية وغربية متعاطفة مع القضايا العربية تمت إجازته للعالم بأن يفعله فمثلا كانت العالم كله يؤكد على عدم خلط السياسة بالرياضة أيا كانت الأسباب ولكننا رأيناه وهو يوقع عقوباته القاسية على روسيا بسحب مشاركتها في كأس العالم 2022 والذي أُقيم في قطر في آخر نسخة منه وباقي مشاركات استضافتها لعدد من البطولات فأين كانت هذه الازدواجية يوم قُصفت المدن والمحافظات السورية وسقط قتلى بالآلاف وكان لروسيا دور في كل هذا؟! ولذا لا تتكلموا عن العدل وأنتم لا تحملونه في طيات تعاملكم فهذه الازدواجية مرفوضة حينما يكون الضحية هذه المرة بشعر أشقر وعين زرقاء!.