14 أكتوبر 2025
تسجيلسافر مجموعة من الأصدقاء لأحد البلدان الآسيوية للسياحة، ورتبوا جدولاً مليئاً بالمغامرات التي تحتاج لجهد بدني كبير. وكان أحد أفراد المجموعة يعاني من ألم في قدمه ولكنه لم يخبر أحداً بذلك، واستمر يجاريهم في رحلتهم، حتى جاء يوم وسقط غير قادر على المشي من الألم المبرح، فاستغرب الجميع، وأخذوه للمستشفى، وهناك اكتشفوا أن صديقهم كان يخفي عنهم آلامه، ولاموه على ذلك، فهم لو كانوا يعلمون بذلك لكانوا رتبوا جدولاً يناسبه، أو حتى غيروا الوجهة لمكان لايحتاج لمجهود كبير في المشي. أحد أصدقائي قرر أن يأخذ والدته الكبيرة في السن لإجراء فحوصات شاملة، بالرغم من أنها لم تكن تشكو من شيء، فاكتشف أموراً كثيرة عن معاناة والدته لم يكن يعرفها من قبل، منها مثلاً أن إحدى عينيها كانت بالكاد ترى بها بسبب اصابة قديمة جداً، ولكنها لم تخبر أحداً بذلك من قبل! يفسر بعض الخبراء هذا السلوك ؛ أنه نابع من قناعة شخصية بأن الاعتراف بعدم القدرة واظهار الآلام هو ضعف، وربما يكون به استدرار للعاطفة، وهو ما لا يرغب به هؤلاء، فالإنسان يرغب أن يظهر دائماً بمظهر الشخص القوي الذي لا يحتاج لمساعدة أحد، ولا يريد تعاطفاً من أحد. إن معرفة حدود قدراتك البدنية وإخبار الآخرين بها ليس ضعفاً، ويجب ألا تعتبره تقليلا من نفسك، بل هو أمر طبيعي قد يواجهه أي شخص. ولا ينبغي أن تتحامل على نفسك وتكابر متجاهلاً ضعفك وآلامك من أجل الآخرين. كما أنه لا ينبغي أن تهمل صحتك، فغالباً لو تداركت المشكلة مبكراً لكان أسهل وأفضل من أن تحاول علاجها بعد أن تتفاقم ويصبح علاجها صعباً ويستغرق وقتاً أطول، وربما كان الوقت متأخراً جداً وقد فات الأوان للعلاج. Twitter: khalid606