19 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في مجلة (Forbes) عدد مارس 2017، أن هنالك سبعة رياديين عرب في أوروبا، وهم: نادية مراد (21) عامًا من العراق ومتخصصة في القانون والسياسية، وتعيش في ألمانيا، وعباس كاظمي (40) عامًا من الإمارات، متخصص في التمويل ويقيم في لندن، وغادة والي (27) عامًا من مصر، متخصصة في الفنون، ومينا بخيت (29) عامًا من مصر ومتخصص في العلوم والرعاية الصحية ويعيش في بريطانيا، وطالب الهنائي (24) عاما من الإمارات، متخصص في العلوم والرعاية الصحية ويقيم في لندن، وربى محيسن (28) عامًا من سوريا، متخصصة في القانون والعلوم السياسية، وتقيم في لندن.بعض هؤلاء الشباب مؤهلون لجائزة نوبل للسلام، وبعضهم فاز في مسابقات دولية، وبعضهم أنشأ شركات عالمية، وبعضهم صممَ طائرات بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبعضهم يركز على الأعمال الإغاثية، خصوصًا للاجئين السوريين.بصراحة، يحق للإنسان العربي أن يفخر بتلك الطاقات التي عانت الغربة، وشظف العيش لتبرز في مجالات تخصصها، وهذا يجعلنا نتفاءل بقدرة الإنسان العربي على الخلق والابتكار، وتحت أي ظروف، وأن ما يُلحق بالإنسان العربي من صفات وسمات جائرة، أمر غير جائز ويخالف صيرورة التاريخ، رغم اعترافنا بأن هنالك فئة استمرأت غياب المراقبة والشفافية في بعض دول الخليج، وأصبحت تتحدى القوانين وتخالف أنظمة العمل، لعلمها بأنه لن يحاسبها أحد كونها جاءت عبر (ظهر) قوي.نحن نعترف بوجود كائنات (هلامية) تعتمد على غيرها في أبسط أمور الحياة، وأن هنالك من الفاشلين الذين يزورون التاريخ و "يتكالبون" على الوظائف والأموال والمناصب دون وجه حق، وأن هنالك من يعيش على هامش الحياة، أو يعتمد على غيره في حياته، ولكن على الطرف الآخر، هنالك مواطنون (يبيضون الوجه)، نحن نفخر بهم وبنظراتهم للحياة، وبإخلاصهم لأوطانهم.صحيح هنالك أنظمة عربية فاسدة، لم تخلق الفرص للمواطنين، قدر ما فتحت السجون وتفننت في أنواع القمع والاستبداد، ولكن بطبيعة الحال، وفي دول مجلس التعاون على سبيل المثال، تم استثمار العلاقة التاريخية بين الحاكم والمحكوم لتحقيق التنمية وحفظ الأمن الداخلي بصورة لا يوجد لها نظير في المنطقة، وصارت منطقة الخليج قبلةَ المشردين والهاربين من لهيب السياسية في بلدانهم. إن مستشفياتنا – رغم ما يواجهها من ازدحام وتأخير المواعيد – تقدم أرقى الخدمات للجميع، وإن جامعاتنا وكلياتنا تقدم الأفضل لقادة المستقبل، كما أن أجهزة بناء البنى التحتية تعمل ليل نهار من أجل قطر جديدة، حاضرة على الخريطة الدولية، والذي يمر على الشوارع الخارجية ومنها طريق دخان، يشاهد حجم الأعمال والطرق الممتدة لكيلومترات، وما يجاورها من جسور وأنفاق. ناهيك عن شبكة الطرق المتعددة، وغيرها من المشاريع، وكل ذلك يصب في قضية الريادة التي بدأنا بها هذا المقال.نعم، إن الشباب القطري أخذ مكانه في الريادة، ونلاحظ أن لديه أدوات التعبير وخلق الأفكار الجديدة التي يحتاجها الجيل القادم، تمامًا كما فعل الشباب العربي في المهجر أو الشتات. هذا الشباب العربي لم يُمنح الفرصة في بلاده أو أن الظروف السياسية لم توفِر له آليات الإنتاج والتفكير السليم.الإنسان العربي لا يختلف ولا يقل عن الإنسان الآخر! وجدير بنا بث قيم التفاؤل والأمل في نفوس الشباب، لأنهم قادة المستقبل، ويمكن أن نُصحح لهم الأخطاء، ونُنير لهم الطريق، ولكن لا يجوز أن نحكم عليها أحكامًا جائرة.النماذج الريادية العربية المذكورة تتوالد في المنطقة العربية، ولا بد أن تُمنح الفرصة كي تبدع، وتخدم مجتمعاتها بصورة إيجابية، دونما حذر أو توجس من أفكارها التحديثية، كما أن الإبداع لا يمكن أن يعيش في ظل القهر أو سلب الحرية.لدينا شباب يُعتمد عليه، ولا بد من منحه الفرصة الكاملة كي يثبت وجوده.