14 سبتمبر 2025

تسجيل

لمن يجرؤ!

17 أبريل 2016

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله: ألا تستعملني (أي تجعلني في منصب وتجعلني والياً على منطقة مثلا أو مسؤولاً) قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌ إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها [ رواه مسلم ].المنصب، كرئاسة القسم، أو مدير الإدارة، أو غيرهما من المناصب التي يختارأصاحبها الوزير؛ لكي يعاونوه في تحقيق رؤية وأهداف الوزارة مثلاً أو الشركة التي ينتمي إليها هذا المسؤول أو غيره، هي مسؤولية كبرى وأمانة عظيمة، ومن أهم أدوار صاحب المنصب أن يكون صادقاً مخلصاً في عمله، يرضي الله ورسوله قبل إرضاء رئيسه والجمهور المستهدف، وأن ينقل الواقع كما هو ويسهم في إيجاد حلول لمشاكل العمل، لا أن ينقل ما يرضى عنه رئيسه، وينقل الواقع كما يريد لا كما هو (فهذه طامة كبرى).سمعت من أحد المديرين في مؤسسة ما كلمة استوقفتني، عندما سألناه عن وضع مشروع معين، فقال انا لا استطيع أن ادلي بدلوي، فالرئيس يريد انهاءه، رغم أن المصلحة العامة للدولة تتطلب استمراره، فقلنا له ولِمَ لم تقدم له الحجج والبراهين التي تسهم في استمرار هذا المشروع؟ فقال (لا حاجة لي في ذلك، فهو لا يريد هذا المشروع، وفي النهاية هو المسؤول عن المؤسسة ولست أنا) نسي ذلك المسؤول وغيره أن رأي الوزير أو الرئيس ليس كلاما منزلا من السماء، وليست قراراتهما صائبة دوماً، فالوزير لم يعين فلانا أو غيره مديرين ورؤساء أقسام ليصفقوا له حتى لو كانت قراراته خاطئة، بل ينبغي من صاحب المنصب أن يكون واضحاً ناصحاً، وأن يضع أمانة المنصب أمام عينيه، ويتذكر أن الأمانة أمرها عظيم وشأنها كبير، فإن لم تكن على قدر المسؤولية فاتركها فكم من مسؤول طلب الإعفاء من منصبه لخوفه من ثقل الأمانة وأن يقع في ظلم نفسه قبل غيره.صوت: المناصب ليست واجهة اجتماعية، كما يظن البعض، بل هي أمانة، وصاحب المنصب هو أداة لتحقيق أهداف مؤسسة ورؤية وطن، المناصب فقط لمن يجرؤ على تحمل الأمانة وصونها، وليست لمن يرفع يد الموافقة في كل اجتماع لرئيسه المباشر؛ خوفاً من تبخر المنصب من غير عودة!