12 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى نكون مفيدين حضاريا

17 أبريل 2014

لا يخفى على أحد كيف عاش أهل الخليج في عصر ما قبل النفط من حكومات وحكام وشعوب.. من حياة قاسية ومعاناة لا توصف لمصارعة الواقع والنجاة من أجل الحياة..حتى أتت العظمى بريطانيا لنبدأ مرحلة التطور والخير والحياة الرغدة لهذه المنطقة التي رفع الله شأنها رحمة بعباده وحكمته فأضحت دول الخليج كالشمس الساطعة للملايين من بيوت البشر في المعمورة.تلك مرحلة.. لتبدأ بعدها مرحلة الطاقة النظيفة — وإلى اجل معلوم لديه سبحانه — لتستقر نفسياً وتتمكن مادياً.. لتبدأ مرحلة الاستثمار والتفكير لما بعد الطاقة ومن أجل أجيال المستقبل استطاعت أموال الخليج من شراء العالم من اقصاه حتى أقصاه.. ولله الحمد والمنة.. ولكن سؤالى وماذا بعد؟! ماذا بعد التأسيس والاستقرار.. ومتى نبدأ في المساهمة في الحضارة الانسانية؟! فبرغم ما حققته دول الخليج من تطور عمراني واستثماري.. هل نستطيع القول ان الحضارة هي تلك؟! بالطبع لا.. فبناء الغابات الإسمنتية على أيدي عمال اسيويين وسواقة السيارات الفارهة وغيرها وحياة السفر والرفاهية.. ليست بالمساهمة في الحياة البشرية.ان المليارات التي بدأت تتدفق من تحت ارجلنا باتت تصرف على توافه الأمور من رقص ومهرجانات وتمويل تلك الجهة وهذه الدولة وغير ذلك.. وهي أمور تتبخر بين ليلة وضحاها ولا تمثل مساهمة في الحضارة الانسانية.. الحقيقية وفي وسط هذه الأجواء المتخمة تشرق فكرة تبنتها دول الخليج وهي (البحوث العلمية والمراكز البحثية).. وسؤالي هنا من ولمن تقوم تلك الأبحاث المبعثرة وما الخطوات التي تعقب النتائج.. حقيقة لم نر شيئا واضحا بعد.. نحن نصرف المليارات على التعليم.. فما النتائج؟! وهل دول الخليخ قادرة على التعامل مع نتائج الابحاث؟!هناك مؤسسات تكنولوجية عالمية وشركات أبحاث وصناعات دوائية وهي ليست مربحة كما هو متصور لارتفاع تكلفة الأبحاث وبحاجة إلى دعم مادي كبير في حين أنها تعني الكثير لحياة ملايين البشر.فيا حبذا لو قامت حكوماتنا بدعم مراكز الأبحاث تلك والاستثمار فيها لاستنباط الأدوية وصناعتها والاستثمار في التكنولوجيا كمساهمة من أهل الخليج في صناعة حضارة اليوم.. وتذكرنا الاجيال القادمة من كافة أنحاء العالم بالدور الذي لعبته أموال الخليج وعمق مساهمتها في خدمة البشرية.. كفانا استهلاكاً.. فنحن بحاجة الى أن نحترم انفسنا وأن ينظر الينا الله بعين الرحمة وليدوم الخير لنا ولغيرنا.