11 سبتمبر 2025
تسجيلكانت صدمتي كبيرة حين بدأت صباحي قبل أمس بقراءة للخطوط العريضة في الصفحة الأولى بجريدة الراية، حين قرأت التصريح الذي جاء في أعلى الصفحة للسيدة نجاة العبدالله مديرة إدارة الضمان الاجتماعي، حيث صرحت بأن "راتب الضمان الاجتماعي يكفي". والحقيقة أنني قرأت الجملة أكثر من مرة ولم أستطع أن أستوعبها، التي تحمل الكثير من الجرأة، والتي جعلتني أتساءل إن كانت السيدة الفاضلة تعيش معنا في أرض الواقع وتشعر بما حولنا من تغيرات، أم أنها بصدد مجاملة ما قد تأخِرها قليلاً على كرسي الإدارة. نحن هنا في قطر أيتها السيدة الفاضلة وليس في أي بلد آخر، نحن في بلد الشفافية والوضوح، وبلد الخير، وبلد عدم تغييب الحقائق، نحن الشعب الذي عندما نطالب نُسمَع، وعندما نقول يؤخذ قولنا بعين الاعتبار، في البلد الذي لانخاف فيه من شيء ولا نخاف أن نقول كلمة حق، وأبسط كلمة حق تقال الآن إن (راتب الضمان الاجتماعي لا يكفي لحياة كريمة). وليس ماجاءت به السيدة الفاضلة جديداً حين قالت إن المنتفعين به يتلقون خدمات السكن والتعليم والصحة والكهرباء مجانية من الدولة، فهي وأنا وجميع مواطني الدولة من المنتفعين بذلك، وليس في ذلك من ميزة يختصون بها، ولا يخفى عليها بالتأكيد أن متسلمي أعلى الرواتب والجالسين في أعلى المناصب ينتفعون بالشيء نفسه، الفرق فقط هو أن هؤلاء من ترين في نظرك أن الراتب 2250 ريالاً يكفيهم، أسألكِ بالله هل أنت مقتنعة بما صرحتِ؟ ألم يصلك بعد أن راتب السائق قد وصل إلى 1200 ريال، وأن راتب الخادمة قد وصل إلى 1000 ريال؟، من المؤسف جداً أن أرى هذا التصريح في هذا الوقت بالذات، الذي انتفع فيه بخير بلادنا الجميع من الداخل والخارج، بينما استكثرتِ ذلك على أصل قطر وعلى من شهد الطفرة ورأى الخير العميم في هذه البلاد. أقسم بأن من يتسلم أعلى الرواتب ونحن جميعاً نرغب في المزيد، فلابأس للجميع من زيادة الخير، لكن هؤلاء المنتفعين براتب الضمان الاجتماعي أفضل منا جميعاً، فقد وصلوا لمرحلة الزهد ولا يطلبون إلا أن يعيشوا عيشة كريمة تغنيهم عن الآخرين، وهذا حقهم، فهم أمهات قطر وآباؤها وأبناؤها الأولون والمستحقون وهم أولى الناس بالزيادة. للأسف سيدتي الفاضلة، أنا مازلت أتساءل كيف استطعتِ أن تدلي بهذا التصريح الجائر، الذي لم ينصفهم أبداً، والدليل أنك غير مقتنعة به حقيقة حين صرحت بنفسك وقلت:.. فضلاً عن التمويل والمساعدات التي تأتي من جهات أخرى، بل وكشفت حقيقة استحقاقهم للمال من صندوق الزكاة، وهذا أكبر دليل على عدم كفاية الراتب الذي صرحت بأنه "يكفي". ولماذا وهم القطريون أهل الخير الأحق بالخير، وأنا متأكدة بل أجزم بأنه خلال 24 ساعة فقط من تصريحك هذا لو حدث أي إعلان عن زيادة رواتب هؤلاء المستحقين، لتغير رأيك كثيراً ولاستخرجت آلاف الأسباب التي تدعم أحقيتهم واستحقاقهم، فلماذا لم تبادري وتقولي كلمة الحق وأنتِ تعيشين معنا وتعلمين جيداً أننا نحن أصحاب الرواتب المجزية أصبحنا ننفق أغلبها في أساسيات الحياة. كنت أتمنى لو كنت على الأقل قد طالبت بزيادة، ماكان ذلك سوف يبخس من حقك شيئاً، وماكان من أحد سوف يمنعك من الكلام، ولكانت كتبت في تاريخك أنك كنت يوماً من المطالبين "وجزى الله خيراً كل من سعى يوماً لهذه الزيادة"، إن مايسعدني دائماً أنني على ثقة بأن من يتولى حكمنا وأمورنا لطالما كان حنوناً علينا ولم تخترق أذنه مثل هذه الكلمات بل يمضي قدماً، يسعدني دائماً أننا نعيش في عهد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القائد الوالد متولي أمورنا الأحن علينا، الذي طالما قرأ مثل هذه التصريحات في أشياء كثيرة سابقاً لكننا في النهاية نفوز بكرمه رغم كل ما يقولون، وتذكري سيدتي أنه ان دامت الكراسي فلن يدوم أصحابها، لكن كلمة الخير هي التي سوف نجرجرها معنا إلى أن نموت.