خصلة من النفاق

* نفسيات البشر لا يعلمها إلا الله، ولا يطلع عليها إلا العليم سبحانه، نحن كبشر لا نملك إلا تقديم حسن النية وحسن الظن ونوكل أمر نيات البشر وخفاياها لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه العليم بخفاياها. * يجهل كثيرون أن إظهار المشاعر بإيجابية وحسن تعامل نقيض وخلاف خفايا النفس وخاصة النفس الحاسدة والخبيثة والحاقدة جهاد تؤجر عليه لما تحمله من شر ونيران تحرقها قبل غيرها جهاد أكبر يؤجر عليه صاحبها. * تحتاج بعض النفسيات المريضة إلى تهذيب وتربية وعلاج وصحبة ناصحة تنصحها وتنير ظلمة أعماقها وضيق فكرها، ومخالفة هواها، تحتاج من يعلمها معنى تمني الخير للغير، وإظهار الجميل من القول والتصرف والإيماءات ولغة الجسد وملامح الوجه وجميل الاستقبال لهو دليل على أن صاحبه يحاول أن يخمد نيران نفسه وبراكين أعماقه من ترسبات وتراكمات لا جدوى منها إلا أنها تترجم ما في نفسه وتظهر خفايا عالم نيته الخافي على البشر!. * تهذيب النفس ومجاهدة النفس لشر الأفكار وشر الخطط، وشر القول وشر النيات وفعلها سبيل للصبر وسبيل للنور، وبصيرة متى اتخذ صاحبها قرارا حازما لِلَجْم تهورها ومنعها عن إيذاء الآخرين بمحاولة إيجاد عقبات تحول دون وصول الخير والحق إليهم. * أوقات ينسى الكذاب من صنف البشر أنه كاذب لاعتياده الكذب واعتقاده أن ما يقوله هو الحق والصدق، وينسى في زحمة كذبه المتكرر الحقيقة ومفرداتها ووضوحها للغير التي تغيب عنه! وينسى ما يرسم من سمات على ملامحه يفقده السماحة وينعكس على سماته. * صفة الكذب من الخصال التي يتحلى بها المنافق التي ورد ذكرها في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) رواه البخاري. فالكذب صفة تفقد صحبها معنى الانسانية ومعنى الطمأنينة ومعنى الراحة لوجوده مع من سماتهم الصدق قولا وفعلا وصمتا. * آخر جرة قلم: 
أن تكون عدوا واضحا وصادقا بعداوتك وكرهك وصدك وحقيقة ملامحك تكشف أعماقا سوداوية، خير ممن يظهر مودته ولطفه وابتسامته وهو يخفي تحت ملامحه أقنعة لنفس خبيثة تحتاج مداومة الذكر وجهاد النفس وتحتاج المواجهة وايقافها عند حدودها دون تماد. تحتاج سعيا حقيقيا لعلاجها مما ران عليها من سواد يحول دون الفهم ودون الرؤية ودون اتخاذ قرار سليم وتعامل واضح ومريح. 
أن تكون عدوا واضحا بعداوتك.. اختصرت الطريق، ووفرت الجهد والطاقة في التحليل والتفكير والتماس الاعذار وحسن الظن مرات ومرات.. 
أن تكون عدوا تتجنب الاقتراب، وتتجنب النظر بشرر البصر، وتتجنب الدخول في حيز الآخر ووجوده خير ممن يقترب ليحرقك بنيران نفسه المريضة! وممن يسعى ويجاهد لسلب حق، والسعي بالنميمة والغيبة وسواد الاخلاق وقبحها.. اللهم اكفنا شرور كل نفس خبيثة.. واشغلها بذاتها. Tw:@salwaalmulla